“صار للمشوار حساب” عبارةٌ تسمعها أينما جُلت ودرت بين اللّبنانيّين، الّذين أُرغموا على تغيير الكثير من خططهم ومشاريعهم خلال هذه الأيّام، عقب وصول سعر صفيحة البنزين إلى حدود الـ600 ألف ليرة لبنانيّة، وتجاوُز سعر صرف الدّولار في السّوق السّوداء عتبة الـ36 ألف ليرة قبل انخفاضه الى نحو الـ27 الف.
600 ألف ليرة للصّفيحة الواحدة، رقمٌ ضخمٌ مقارنةً براتب لا يتخطّى المليون و200 ألف ليرة، يتقاضاه عددٌ كبيرٌ من اللّبنانيّين. فكيف يمكن للمواطن التّرويح عن نفسه، بظلّ كلّ الأزمات والصّعوبات؟
في مقال سابق، ذكرنا أجمل المناطق اللّبنانيّة الّتي يمكن الذّهاب إليها وزيارة معالمها السّياحيّة. أمّا الآن، فاخترنا لكم مناطق وبلدات جبليّة وساحليّة، قريبة نسبيًّا من العاصمة بيروت، ما يتيح لكم إمكانيّة التنزّه والمرح، من دون تكبّد تكلفة ماديّة باهظة على البنزين، ومن دون رسم دخول!
1-حمانا
هي واحدة من أجمل البلدات اللّبنانيّة في قضاء بعبدا، تبعد نحو 40 دقيقة عن بيروت. تحوّلت حمّانا إلى مركز للاصطياف للسّياح والمقيمين، بسبب طقسها الجميل وطبيعتها الخلّابة، وإمكانيّة ممارسة الكثير من النّشاطات الطّبيعيّة، الدّينيّة أو التّرفيهيّة فيها. ومن أبرز معالمها الدّينيّة مزار القدّيس شربل، الّذي يتركّز على إحدى قممها المرتفعة، والّذي لا يجب تفويت فرصة زيارته أبدًا!
كما أنّ سوق حمّانا مميّز جدًّا، ويضمّ عددًا من المقاهي والمطاعم. وإن كنتم من محبّي مسلسل “الهيبة”، فستتمكّنون من عيش تجربة جبل شيخ الجبل، كون “مقهى الهيبة” يقع في سوق حمّانا.
وخلال فصل الصّيف، وتحديدًا خلال موسم الكرز، يُقام في هذه البلدة مهرجان الكرز، حيث يمكنكم المشاركة بقطف هذه الفاكهة بنفسكم وتذوّقها طازجة. ومن أبرز المواقع الطّبيعيّة في حمّانا، هو شاغورها الّذي يتوسّط جبالها الشّاهقة.
2-برمانامنطقة اصطياف أخرى لا تبعد عن بيروت سوى نصف ساعة، هي برمّانا، المنطقة الّتي تجمع بين الطّابعين التّراثي والحديث، والغنيّة بأشجار الصّنوبر والغابات. كما أنّها تعجّ بالحياة نظرًا لوفرة المطاعم والمقاهي المتنوّعة فيها. ولا يوجد أجمل من السير بين غابات الصنوبر فيها.
السّير في شوارع صوفر وبين منازلها القديمة التّراثيّة، تزامنًا مع طقسها المعتدل، أمرٌ كافٍ للتّرفيه عن النّفس.
هذه البلدة في قضاء عاليه، تبعد عن بيروت نحو 35 دقيقة، وتضمّ فندقًا ضخمًا مهجورًا، ذات تصميم هندسي مميّز، بالإضافة إلى قصور قديمة يمكن التنقّل في أرجائها. ولا يمكن زيارة صوفر من دون المرور بكورنيشها، الّذي يتميّز بكثافة أشجاره الّتي تظلّل الطّريق، فتَحلو “القعدة” والصّورة. وأخيرًا، عودة إلى الزّمن الماضي مع “عين صوفر”، الّتي كانت محطّة استراحة أساسيّة للقطار “أيّام العزّ”.
إن كنتم تحبّون البقاء على السّاحل وقرب البحر، فحتمًا بيروت بنفسها هي أفضل مكان لقضاء أجمل الأوقات برفقة العائلة أو الأصدقاء. من “الزيتونة باي” إلى عين المريسة فالرّوشة يحلو المشيُ، وبين مباني الصّيفي الملوّنة يحلو التقاط الصّور. ولا يمكن المرور من منطقة مار مخايل، من دون دخول أحد مقاهيها أو حاناتها أو مطاعمها، النّابضة بالحياة. هذا كلّه يضاف إلى عشرات المتاحف والآثارات والكنائس والجوامع وأسواق بيروت في العاصمة، الّتي يمكن زيارتها.
5-سرجبال
هل ترغبون بقضاء الوقت بين أحضان الطّبيعة وقرب أحد أجمل أنهر لبنان؟ إذًن اتّجهوا إلى بلدة سرجبال في الشّوف، الّتي تبعد عن بيروت نحو 35 دقيقة فقط، والّتي تُعدّ كنزًا طبيعيًّا مميّزًا. فلا تفوّتوا فرصة السّير في الطّبيعة للوصول إلى أجمل الشلّالات للاسترخاء قربها، أو السّباحة في البرك المائيّة الموجودة إلى جانبها.
رغم كلّ الصّعوبات والمشاكل اليوميّة الّتي يواجهها اللّبناني، من الضّروري أن يهتمّ بصحّته النّفسيّة. وهو يمكنه القيام بذلك من خلال التنزّه أو ممارسة الرّياضة، لكي يستمرّ بـ”الكفاح” في هذا البلد المعلّق على حبال الهواء، على أمل الوصول إلى حلّ يومًا ما!