كتب الان سركيس في” نداء الوطن”: يوم مفصليّ، فهذا اليوم يُمثّل الإختبار الأول للأكثرية الجديدة المؤلّفة من أحزاب وقوى سياديّة وثورية، فعندما نزل المغتربون قبل القاطنين في الداخل إلى صناديق الإقتراع راهنوا على قوى وشخصيات ظنّوا انهم سيحملون حلم بناء الدولة وقلب المشهد السياسي رأساً على عقب، لكن الضخ السياسي والدعائي لرموز السلطة وعلى رأسهم «التيار الوطني الحرّ» و»حزب الله» وحركة «أمل» يوحي وكأنهم ما زالوا يمسكون بالاغلبية البرلمانية ولم تبدّل نتائج صناديق الإقتراع أي شيء من الواقع.
وقبل ساعات من إنتخابات هيئة مكتب المجلس، تشير مصادر «القوات» لـ»نداء الوطن» إلى أن الإتصالات لا تزال تجري مع القوى السيادية والثورية لأن هناك فرقاً جوهرياً بين تركيبة الأكثرية الجديدة وبين حلفاء «حزب الله» الذين لديهم «مايسترو» واحد، ويجب ان تصل القوى الجديدة إلى إتفاق قبل جلسة الثلاثاء، وتؤكّد ان «القوات» تفعل كل ما بوسعها لتوحيد الجهود إذ لا يهمّ الإسم بقدر الهدف. أما بالنسبة إلى الحزب «التقدمي الإشتراكي»، فهناك تشديد من بعض نوابه على أن موقفه من رئاسة مجلس النواب لا يسري على نيابة الرئاسة، ففي هذا الملّف الحزب على تنسيق كامل مع «القوات» والساعات المقبلة ستحسم المواقف.وتستمرّ المشاورات بين القوى التغييرية والثورية من أجل عدم تضييع إنتصار 15 أيار، وهنا لا تكمن القصة في أهمية مركز نيابة رئاسة المجلس بل في الرسالة التي سترسلها الأغلبية الجديدة سواء استطاعت إرسال رسالة للرئيس برّي موقّعة بالورقة البيضاء، أو إتفقت على اسم واحد لنيابة الرئاسة ليكون مدخلاً لتوحّد الأكثرية الجديدة على الملفات الداهمة، وعدم السماح لمحور «الممانعة» بسرقة إنتصار الشعب اللبناني، لذلك فان الشعب ينظر إلى نتائج أول جلسة للبرلمان، فإما تُكرم الأكثرية الجديدة أو تُهان.