لطالما اعتبر لبنان من البلدان المميزة سياحياً في العالم، بفعل ما يملك من مقومات طبيعية وجغرافية لا تتوفر في غيره من البلدان الاخرى. ولطالما ايضاً كان القطاع السياحي في لبنان، الاول في انعاش الاقتصاد الوطني ، لكونه يشكّل مصدراً رئيسياً للدخل والتوظيف، اضافة إلى اهميته في ادخال العملة الاجنبية إلى البلاد. اليوم بالرغم من ثقل الازمات التي يمر بها لبنان ، فان الانظار ما زالت تتجه إلى القطاع السياحي الذي قد يستفيد بشكل أو بآخر من التراجع الحاصل في قيمة الليرة اللبنانية في مقابل سعر صرف الدولار، بما يسمح بنهوض القطاع بعد الانهيار المستمر الحاصل.
ازمات وفرص
في هذا السياق اوضح رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر في في حديث لـ” لبنان 24″،إنه بسبب الأزمة الاقتصادية بات لبنان من أرخص البلدان وأقلها تكلفة للسياحة، واضاف:” لدينا توقعات بأن يكون هناك سيّاح من العراق والأردن ومصر وبعض الدول الأوروبية”، لافتاً إلى “ان معظم الحجوزات المتوقعة خلال هذا الموسم ستكون مرتكزة على السياحة الداخلية والمغتربين اللبنانيين، والذي يعمل معظمهم في دول الخليج اضافة الى 200 الف لبناني في دول أفريقيا يزورون لبنان سنوياً”.
الاشقر شكا “من ارتفاع سعر الدولار، والذي بات يكبد المؤسسات السياحية تكاليف تشغيلية باهظة جراء استخدام المولدات الخاصة في ظل الارتفاع الجنوني لسعر مادة المازوت”، مشيراً إلى” تأثير هجرة اليد العاملة على القطاع الخدماتي وخصوصًا قطاع الفنادق والمطاعم”، والذي بحسب قوله “خسر نسبة كبيرة من عماله الذين فضلوا الذهاب للعمل في الدول العربية على البقاء في لبنان في ظل الأزمات الراهنة”.
المحروقات تكاد تحرق القطاع
“حضور المغترب الى لبنان سينعش من دون أدنى شك القطاع السياحي ويساعد على تحريك العجلة الاقتصاديّة” هذا ما اكده أمين سرّ نقابة المطاعم خالد نزهة في حديثه لـ “لبنان 24” شارحا الوضع الصعب لقطاع المطاعم في لبنان ،وقال : “لا شك اننا نواجه ازمة غير مسبوقة تمر على لبنان، فعدا عن ارتفاع سعر صرف الدولار هناك مشكلة الماء والكهرباء وازمة المحروقات”.
نزهة اكد” ان المطاعم حاولت قدر الإمكان المحافظة على أسعارها إلا أن ارتفاع سعر الدولار بهذا الشكل كبدها خسائر كبيرة”. واعتبر في حديثه” ان الازمة الاقتصادية الحالية قد يكون لها فائدة في إعادة تحريك القطاع السياحي في لبنان، ذلك أن التكلفة التي سيتكبدها السائح الذي يحمل العملات الصعبة خلال زيارة لبنان انخفضت مقارنةً بالتكلفة التي كان سيتكبدها في حال زيارة البلاد قبل الأزمة، حيث تضاعف سعر الدولار خمس مرات عن السابق، وهذا بدوره ما سيزيد من أعداد السياح”.
منتج بالرغم من كل شيء
مصدر مطلع شدد في اتصال مع “لبنان 24″ على اهمية القطاع السياحي في لبنان، والذي هو قطاع منتج من حيث دوره في دخول العملات الصعبة إلى السوق. المصدر اوضح ايضاً انه” بالرغم من المنحى الإيجابي للأمور، قد يكون من الصعب الاعتماد على السيّاح لإنعاش الاقتصاد في العام الحالي، لاعتبار أن الأموال التي تنفق لا تدخل في الدورة الاقتصادية بسبب أزمة المصارف”.
احد اصحاب مكاتب السياحة والسفر قال في حديث لـ “لبنان 24”: “وفق ما يظهر في حجوزات الرحلات الآتية إلى لبنان، ترتفع بشكل ملحوظ أعداد القادمين من الخليج وهم من اللبنانيين العاملين هناك وهؤلاء لا يمكن وضعهم في خانة السيّاح، بل هم من المغتربين الذين يعودون لزيارة الأهل ويمارسون السياحة نظراً لانخفاض الكلفة، وهم يحضرون إلى لبنان لزيارة الاهل والسياحة فيه ، خصوصاً أن الفنادق والمرافق السياحية اصبحت اليوم ذات كلفة متدنية بالنسبة إليهم، مما قد يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في البلاد، وينعكس إيجاباً على القطاع السياحي”.