تكتمِل اليوم الصورة النهائية لبرلمان 2022، مع انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأمينَي السر و3 مفوّضين، ومن ثمّ تشكيل اللجان البرلمانية وتوزيع رئاساتها على القوى الأساسية، في جلسة ستشكل الاختبار الأول لمدى التغييرات التي طرأت على التوازنات الداخلية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، قبل أن تنتقل الأنظار إلى المرحلة الثانية من الاستحقاقات الأكثر تعقيداً والمتمثّلة بتأليف الحكومة.
وكتبت” النهار”: مع ان عودة الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس للمرة السابعة بلا انقطاع هي مسألة محسومة فان حجم الأوراق البيضاء الاعتراضية التي سترفع في مواجهة هذه العودة لن تكون امراً شكلياً عابراً يمكن إدارة الظهر له بعد اليوم بمنطق المتاريس الحديد غير القابلة للاختراق لدى “الثنائي الشيعي”. واذا كان “التيار الوطني الحر” تحسس الاحراج التام لدى انكشاف ازدواجيته في تسريب الصفقة حيال معركة نائب الرئيس لايصال مرشحه، فان نفيه لما أوردته “النهار” امس عن هذه الصفقة لن يجدي بإزاء تسريب أسماء النواب من كتلته وممن انتخبوا على لوائح مشتركة مع “امل” في مناطق عدة الذين وضعت قائمة بهم على ان يصوتوا لبري. واذا كانت تسريب الصفقة من احد افرقائها او من المطلعين عليها احرج “التيار” فان استدراك الامر بالنفي الإعلامي والتذكير بان رئيسه اعلن سابقا ان لا موجب لانتخاب بري لن يلغي الرصد الدقيق في الساعات المقبلة لوقائع التصويت
وكتبت” الاخبار”: عشيّة الجلسة، بلغت الاتصالات ذروتها لتأمين عدد وازن من الأصوات يتيح انتخاب المرشح الوحيد نبيه بري لولاية سابعة من الدورة الأولى. وقد نجحت هذه الاتصالات، بحسب مصادر مطّلعة، في تأمين بين ٦٥ و٦٧ صوتاً، بعدما كان العدّاد الأوّلي يشير إلى ٥٤ صوتاً فقط، بعد تأكيد نواب «التغيير» والكتلتين المسيحيتين الأكبر، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، عدم التصويت لمصلحة بري. رغم ذلك، الاتصالات مستمرة حتى الدقائق الأخيرة قبل انعقاد الجلسة، في وقت تشير فيه معلومات إلى تغريد عوني خارج السرب قد يؤمّن لبري بين ٣ أو ٤ أصوات. وهو ما يؤكده نقاش داخل كتلة «لبنان القوي» حول فكرة أن يصوّت نواب التيار بعبارة معينة ما يصعّب على أيّ منهم خرق الإجماع، الأمر الذي تم رفضه لتفادي مزيد من التشنج، علماً بأن المحسوم، حتى الآن، هو صوت المرشح لموقع نائب الرئيس النائب الياس بوصعب، الذي زار عين التينة السبت الماضي، وبدا في أكثر من محطة كما لو أنه مرشح مستقل ويقوم بحملته وحيداً. وهو التقى أمس «التكتل الوطني المستقل» الذي سيصوّت له وفق ما أعلن النائب طوني فرنجية. كما أكدت مصادر قريبة من بري أن كتلة «التنمية والتحرير» ستعطي أصواتها لبوصعب، وخصوصاً أن الأخير سيصوّت لبري، ونفت وجود أي مقايضة في ذلك مع النائب جبران باسيل. وأوضحت المصادر أن «تفضيل بري لبوصعب على أيّ مرشح آخر يعود إلى العلاقة القوية التي تربطهما، إضافة إلى أن التفاهم والتنسيق بينهما سيكون سهلاً، على عكس ما سيكون الوضع عليه في حال فوز مرشح قريب من القوات أو قوى الاعتراض».
وقد استضاف النائب نبيل بدر في منزله، أمس، لقاءً حضره معظم النواب المحسوبين على تيار المستقبل سابقاً (كتلة إنماء عكار والنائب كريم كبارة) والجماعة الإسلامية والنائب عبد الرحمن البزري. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة على أجواء الاجتماع أن معظم المشاركين سيصوّتون لبري، فيما هناك إجماع على التصويت للنائب غسان سكاف نائباً لرئيس المجلس. كذلك يواصل النائب جورج عدوان التواصل مع نواب «التغيير» لإقناعهم بالتصويت لسكاف إلى جانب كتلة اللقاء الديموقراطي.وعلى جبهة النواب «التغييريين» و«المستقلين»، كثف هؤلاء اجتماعاتهم في اليومين الماضيين في فندق «سمول فيل»/ بدارو للوصول إلى تفاهم مبدئي حول التوجهات العامة التي يجب أن تتبع خلال الجلسة. ومع أن الحاضرين أجمعوا على التصويت بورقة بيضاء في الاقتراع لرئيس المجلس بعدما أثار أحدهم التصويت بأسماء شهداء انفجار المرفأ، إلا أن التباينات لا تزال قائمة في ما يتعلق بانتخاب نائب الرئيس وهيئة المكتب. وأكدت مصادر هؤلاء أنهم «سيدخلون جلسة الثلاثاء متفاهمين بالحد الأدنى على اسم مرشح منهم لموقع نائب الرئيس، مع سلّة أسماء لعضوية اللجان»، فيما أشارت معلومات إلى طرح اسم النائب الياس جرادة، بعدما تبنّى «اللقاء الديموقراطي»، ترشيح سكاف. بينما اعتبرت أوساط أخرى بينهم أن السير بجرادة أو بالنائب ملحم خلف قد يشتّت الأصوات لمصلحة بوصعب، وهو ما تحاول القوات اللبنانية الترويج له بقوة بين النواب «التغييريين» والسياديين».وكتبت “نداءالوطن”: بمعزل عن السيناريو الإخراجي الذي يعمل نواب التغيير من خلاله على تظهير مشاركتهم الأولى في الهيئة العامة بصورة وجدانية عبر الانطلاق بمواكبة شعبية من مرفأ بيروت إلى ساحة النجمة، تبدو على المقلب الآخر صورة سريالية تعكس مراهنة قوى 8 آذار على أن يشكل النواب التغييريون أنفسهم “بيضة القبان” في كسر ميزان الأكثرية النيابية الجديدة، بأن يساهموا بتمايزهم عن باقي الأحزاب والقوى السيادية في شرذمة صفوف هذه الأكثرية وإهداء الفوز تالياً لمرشح السلطة الياس بو صعب لكي يتبوأ موقع نائب رئيس المجلس على حساب المرشح السيادي المنافس غسان سكاف. لكن وبحسب المؤشرات والمعلومات المتواترة مساءً، فإنّ حصيلة المشاورات البينية والمتقاطعة أسفرت عن “ارتفاع حذر في منسوب التفاؤل بإمكانية الوصول إلى موقف موحد على جبهة الأكثرية النيابية تخوض على أساسه المعركة الانتخابية بمرشح واحد في مواجهة مرشح قوى السلطة لنيابة رئاسة المجلس”، حسبما أكدت مصادر مواكبة لهذه المشاورات، خصوصاً بعدما تلقفت كتل نيابية وازنة ترشيح سكاف بإيجابية، وأبدت دعمها وتبنيها لترشيحه.
وكتبت “اللواء”: المصادر النيابية، لم تسقط من الحساب «الترشيح المبدئي» للنائب العكاري سجيع عطية، إذا ما لمس الرئيس بري وفريقه، أن ثمة لعبة قد يلجأ إليها النائب جبران باسيل للحد من إعادة تعويم بري رئيساً، بنسبة محترمة من عدد الأصوات.وإستمر خلط الاوراق حتى ساعة متأخرة من ليل امس، مع طرح اسم النائب عن الكورة اديب عبد المسيح مرشحا لنائب الرئيس، وهومحسوب على نواب قوى التغيير وتدعمه القوات اللبنانية وقوى اخرى، من دون استبعاد ترشيح النائب ملحم خلف عن مجموعة التغيير، وعقد نواب «مجموعة التغيير» اجتماعاً اخيراً ليلاً لم يصدر عنه اي موقف بإنتظار صباح اليوم. كماعقد تكتل الجمهورية القوية (القوات) اجتماعاً عبر تقنية زوم مساء لتحديد خياراته، علما انه ينتظر اتفاق التغييريين على مرشح لدعمه. وافيد انه لن يرشح اي نائب لعضوية هيئة مكتب المجلس.