” ع دراج بعلبك”.. والموعد مع الثنائي سمية ولبنان بعلبكي

1 يونيو 2022
” ع دراج بعلبك”.. والموعد مع الثنائي سمية ولبنان بعلبكي

وكأنّها حالة استثنائية لثمرة مصالحة بين لبنان المثقل بأزمات السياسة والاقتصاد ومنطقة متعبة بتحديات الحوادث الأمنية والصورة النمطية اللاحقة بها، وبين الفن والسلام. ومن بعلبك رسالة أمل وسلام، محملة بتاريخ من الفن العريق سيعاد تجسيده من خلال انطلاق “مهرجانات بعلبك” في الثامن من تموز، بعد ثلاث سنوات من الغياب، ليحتفي لبنان بأصالته، رافضاً الاستسلام من على “دراج بعلبك”.

على موعد مع تجديد الحياة للفن اللبناني الأصيل، بما يمثله من التزام على مستوى الوطن، والحفاظ على تاريخ من الابداع والإنتاج الفني والمسرحي والثقافي، سيكون لبنان وبعلبك على وجه التحديد، بانتظار توقيت 4 حفلات لصيف 2022، مع انطلاقة مهرجانات بعلبك في الثامن من تموز ولغاية السابع عشر منه. ومع “رجعت ليالي بعلبك” ستكون الافتتاحية مع الفنانة القديرة سمية بعلبكي بأمسية من الطرب والأغاني التراثية والفولكلور البعلبكي، مع أوركسترا تضم أكثر من 35 موسيقياً بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي.
 

 
“بعلبك تمثل لحظة تاريخية، وحلما لكل فنان أن يغني في رحابها، حيث ترتبط المنطقة والمهرجانات بنهضة لبنان وعزه”، بهذه العبارات تصف الفنانة سمية بعلبكي مشاركتها في هذا الحدث الفني، معتبرة في حديث خاص مع “لبنان 24” أنّ لبنان لن يكون على موعد مع مجرد حدث فني وإنما “مع فعل مقاوم لبقاء هذا البلد. ما يعنينا هو عودة المهرجان بعد 3 سنوات في هذا التوقيت بالتحديد، حيث يعاني لبنان ما يعانيه، ونحن اليوم امام تحدٍ كبير مع ما أصاب القطاع الفني والموسيقي في الصميم، والمهرجان هو عملية لاعادة احياء قطاع الفن، بل أكثر من ذلك هو إحساس انساني ووطني، وبهذه الطريقة نحارب الذوبان الحاصل في لبنان على مستوى مهم، بما يمثل من ايماننا بحاجتنا الى لبنان متعافي”.
 
وإذ كانت التحديات كثيرة امام المهرجان بالابعاد الاقتصادية والظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون، الا أنّها تبقى دعوة للاحتفال بـ”فعل ايماني وثقافي، حيث لن تكون ليلة عادية بل مقاومة لكل هذه الظروف من اجل البقاء”، كما تصفها بعلبكي في حديثها، مؤكدة أنّ الجمهور سيكون على موعد مع أمسية ساحرة، تشبه “المرحلة” التي نمر بها. وتقول بعلبكي: “منذ بدء التحضير للحفل مع المايسترو لبنان بعلبكي والجهة المنظمة، قررنا أنّ تكون الليلة ليلة لبنانية بامتياز، وبمثابة تحية الى كل الفنانين الكبار الذين مروا على ادراج بعلبك، تلك الأسماء الكبيرة التي انطلقت من بعلبك الى النجومية”.واضافة الى أغاني التراث والفولكلور، ستطلق بعلبكي عملها الجديد للمرة الأولى، أبرزها أغنية بعنوان “امرأة شرقية” وهي من ضمن قصائد الشاعر نزار قباني ومن الحان الفنان احسان المنذر، “ستكون الاغنية ايضاً تحية الى ابن بعلبك الفنان الكبير احسان المنذر، وسنعد الجمهور البقاعي بصورة تشبهه”. وتختم بعلبكي: “لبنان يحتاج لنا اليوم، وبعلبك ايضاً وسنتلاقى هناك في الثامن من تموز”.موعد مع السلامهو شغف ينتقل من بعلبكي الفنانة الى شقيقها المايسترو لبنان بعلبكي، الذي يعد الناس بحفلة تشبه كل الشعب اللبناني، “سنرقص وندبك وسنغني الموال والعتابا والميجانا.. أعد الناس بساعة ونصف من السلام”، فهي لحظة تاريخية بحسب بعلبكي الذي يشير في حديث خاص مع “لبنان 24” الى أنّ موعد المهرجان اليوم “يأتي في لحظة تاريخية فاصلة على مستوى الهوية والثقافة، فالتهديد الأكبر اليوم هو تهديد لهوية البلد وكل المشرق العربي، وهذه الحفلة برمزيتها التاريخية، ستكون لبعلبك ولوجع الناس والمعاناة والحرمان، وتخلي الدولة في مرات كثيرة عنها، وكل هذه العوامل المرتبطة ببعضها البعض ستجعل الحفل مميزاً”.يتحدث بعلبكي ايضاً عن أهمية عودة الجمهور بعد غياب 3 سنوات، ويتابع: “أحببنا أن يكون البرنامج يشبه بعلبك ومن صلب الهوية المهددة بالضياع، وقررنا ان تكون حفلة استثنائية تكريميا للفنانين الذين صنعوا الإرث الفني العريق، الذي نفتخر به، وهو ما نريد الحفاظ عليه”.وعلى المستوى الشخصي، يؤكد بعلبكي: “أنا من الفنانين الذين رفضوا ان يغادروا لبنان، وجزء من قراري البقاء هنا هو المشاركة في الحياة الثقافية والفنية. هذه مسألة خيارات مهما كانت الظروف، فكل عمل ينتج عن ايمان تجعل الأشخاص في المقابل يتحملون الصعوبات، وحب الوطن الذي نؤمن به”.برنامج المهرجانيتضمن البرنامج 4 حفلات إضافة الى أمسية “رجعت ليالي بعلبك “، بعدها فرقة أدونيس تحيي حفلة بوب روك في 10 تموز،  يقدم خلاله أعضاء الفرقة الأربعة، للمرة الأولى، أغانٍ من ألبومهم الجديد.في 11 تموز حفلة جاز تنتظر محبي هذا النوع من الموسيقى، حيث يقدم عازف الغيتار وملحن الفلامنكو خوسيه كيفيدو “بوليتا” عرضه “كاوتيكو تريو” في لبنان للمرة الأولى في اطار مهرجانات بعلبك. Caótico Trío هو اقتباس من حفلهم الموسيقي الكبير الحائز على جائزة Caótico Bolita Big Band ، وهو يجمع بشكل متقن بين الفلامنكو التقليدي وأصوات موسيقى الجاز. ويختتم المهرجان حفلاته في 17 تموز في حفل ثلاثي، بمشاركة جاكوبو بابوني شيلينجي، مؤلف الموسيقى الكهروصوتية، إضافة الى عازف البيانو  سيمون غريشي الذي دعا رنا غُرغاني، التي تعبّر عن نفسها بالرقص مثل الدراويش، لتقدم معه عرضا مميزا صمم خصيصا لبعلبك، يجمع بين الأساليب الموسيقية المختلفة.