عاد ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل إلى الواجهة خلال الساعات الأخيرة، لا سيما بعدما أعاد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إحياء الخط 29 التفاوضي في معرض التشديد على حق لبنان في الرد على أي أعمال إسرائيلية لاستخراج النفط والغاز من أي نقطة بحرية واقعة ضمن هذا الخط “كما لو أنه تعرض لاعتداء على سيادته وحقوقه”، مذكراً في الوقت نفسه بأنّ “الجانب الأميركي لا يزال ينتظر الرد من السلطات اللبنانية على ما أودعه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين السلطات اللبنانية في زيارته الاخيرة إلى بيروت”، لكي يشكل الرد اللبناني مدخلاً لإعادة “فتح باب النقاش والتفاوض مجدداً”.وفي هذا السياق، توقعت مصادر مواكبة لملف الترسيم ل” نداء الوطن” أن تكون “الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة في عملية استئناف المفاوضات”، خصوصاً وأنّ “العد العكسي لمهلة الشهر التي كان قد أعلن عنها الرئيس نبيه بري للعودة إلى طاولة التفاوض غير المباشر بوساطة الأميركيين شارفت على الانتهاء”. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن “الجانب اللبناني سيبادر في الأيام المقبلة إلى إعادة تفعيل قنوات التواصل مع الوسيط الأميركي في ضوء ما نقله ابراهيم من أجواء لمسها خلال زيارته واشنطن، تفيد بأنّ الإدارة الأميركية متحمسة لإنهاء هذا الملف بغية نزع الفتائل التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار الوضع الحدودي على الجبهة اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل”.