غادر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مكتبه في السراي الحكومي السابعة مساء امس بعد استقباله وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ووفد الجامعة العربية الذين يزورون لبنان.
في الممر المؤدي الى المصاعد سأله أحد المقرّبين: الجناح الخاص برئيس الحكومة لا يزال مقفلا منذ تسلمك رئاسة الحكومة، الا تنوي دخوله ولو لمرة؟ فعاجل سائله بالجواب: ما في لزوم واساسا ما عادت تحرز.ومشى.
الرؤية واضحة عند الرجل: ليش لاهثا وراء المنصب او متمسكا بقشور. قدره أن يتسلم المسؤولية دوما في المفاصل الصعبة. عام ٢٠٠٥ بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، عام ٢٠١١ في بداية الحرب في سوريا ،وعزم ٢٠٢١ في عز الانهيار المالي والاقتصادي.
وفي المرات الثلاث تحمّل المسؤولية وقام بما يجب ان يقوم به من مهمات، متغاضيا ومتجاوزا التجريح والحملات التي تشن عليه لاهداف معظمها معروف وبات مكشوفا.
تسأله عما سيحصل فيكتفي بالقول”لننتظر الاستشارات وليحدد السادة النواب خياراتهم ومن يريدون لتولي المسؤولية”.
وعما اذا كان راغبا بالعودة مجددا الى السراي الحكومي يجيب”لست انتحاريا ولا مهرولا” ويصمت.
تعاود سؤاله عن مرحلة تصريف الاعمال فيكتفي بالاجابة”آمل الا تطول لان الظرف لا يسمح باضاعة الوقت. وفي كل الاحوال نحن والوزراء نعمل على تسيير ما يجب القيام به”.
يومه كان حافلا، امضى معظمه في طرابلس ، بين اهله ومحبيه ومناصريه. تغيّر الموعد الدوري من الجمعة الى الخميس، لكن الثابت كان شغفه الدائم بلقاء الناس والتواصل معهم والنظر من شباك دارته في الميناء الى مد البحر وجزره، في صورة تشبه واقع لبنان والعمل السياسي فيه، متمنيا تجاوز العواصف التي عصفت بالوطن وأن يستعيد اللبنانيون عافيتهم وثقتهم بالحاضر والمستقبل، فيكون أفق الفيحاء المفتوح دليل إيمان جديد بنهوض لبنان.