رغم الأزمات والظلمة التي يمر بها لبنان، يبقى اللبناني ينظر من نافذته منتظرًا أن يدخل الضوء. هي بارقة أمل يتمسك بها المواطن الذي اعتاد على البحبوحة والسهر والفرح في أيام خلت ولا يزال يأمل بأن تعود تلك الليالي مجددًا ويعود لبنان إلى سابق عهده.
كثيرة هي الأمنيات التي يتمناها اللبناني لوطنه المعروف بسياحته بالأخص في موسم الصيف، وبالرغم من أن فترة “الأيام الذهبية” يصعب أن تعود مجددًا في الوقت الحالي، إلا أنه على ما يبدو سيكون صيف لبنان لهذا العام واعدًا.
هو ليس كلامًا في الهواء، ولا يرتكز فقط على تأكيد وزير السياحة وليد نصار الذي نهوض لبنان الصيفي، لكنه كلام يرتكز على معطيات وأرقام.
ووفقاً للأرقام التي حصل عليها “لبنان 24” بحسب الدائرة الاقتصادية في مطار رفيق الحريري الدولي، بلغ عدد الوافدين في شهر أيار الماضي 234263 وافدًا، فيما بلغ في الشهر نفسه من العام الماضي 153360 أي بفارق 80903 سائحين بين العامين، ما يؤشر إلى أن أعداد الوافدين لهذا الصيف سيكون أكثر بنسبة كبيرة من العام الماضي رغم أزمتي البنزين والكهرباء، مع الأخذ بعين الاعتبار أن موجة الوافدين تكون في أوجها عادة في شهر تموز.
هذا الواقع سينعكس بطبيعة الحال بطريقة إيجابية على المؤسسات السياحية التي تنتظر “الفريش دولار” لتحسين واضعها، وهو ما بدأ يتحضر له هذا القطاع الحيوي بعدما أعلنت وزارة السياحة وبشكل “استثنائي واختياري” خلال الفترة الممتدة من الخميس في 2 حزيران 2022 ولغاية نهاية شهر أيلول 2022 ضمناً، للمؤسسات السياحية كافة في لبنان بإعلان لوائح أسعارها بالدولار الأميركي على أن تصدر الفاتورة النهائية مسعرّة بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي.
لا شك أن هذا القرار طمأن أصحاب المؤسسات السياحية بدءًا من المطاعم وصولًا إلى الفنادق، إلا أن ما طمأنهم أكثر هو نسبة الحجوزات العالية التي تشهدها شركات الطيران.
وفي هذا الإطار أشار نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ”لبنان 24″ إلى أن “ما بين 12 و16 ألف سائح سيتواجدون في لبنان في الفترة الممتدة بين تموز وآخر آب وهذا ما يبشر بالخير”، لافتًا إلى أنه “يتوقع أن يصل عدد السيّاح هذا العام إلى مليون و200 وافد، وفي هذه الحال سيكون واقع الفنادق ممتازًا إذ إن 500 ألف سائح كاف لتكون نسبة التشغيل 100%”.
وأكد الأشقر أنه “في أواخر الأسبوع من المؤكد أن نسبة التشغيل في الفنادق ستكون أكثر من 80% بينما في باقي الأيام ستكون أكثر من 50% كحد أدنى”، مشيرًا إلى أن الحركة التشغيلية للفنادق يمكن أن تنشط بالشكل الأكبر بين إهدن وجزين التي تعتمد أيضًا على السياحة الداخلية إذ إنه في الوضع الحالي للكهرباء فحين تنقطع الأخيرة عن المنازل الساحلية يذهب قاطنوها إلى الفنادق في تلك المنطقة.
إذًا، الواقع السياحي في موسم الصيف في لبنان يبدو أنه يبشر بالخير، وهو يختلف عن العام الماضي خصوصًا لجهة استقرار الوضع الوبائي لكورونا وعدم وجود الإجراءات الوقائية الخاصة بالفيروس التي كانت موجودة بقوة السنة الفائتة حيث لم يقدم عدد كبير من السائحين على المجيء بسببها، وما هو أهم أن “الفريش دولار” على موعد الدخول إلى لبنان. فهل سيساهم بانخفاض سعر الصرف أم أن الواقع أكبر من ذلك؟