في الساعات المقبلة سيدعو رئيس الجمهورية ميشال عون الى الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة، على أن تعقد الاسبوع المقبل، بعد الانتهاء من “همروجة” اللجان النيابية. علماً ان هذه الاخيرة أفرزت توازنات سياسية نتيجة تكتل احزاب السلطة بوجه “التغييريين”.
توازياً، ثمة ربط بين تحديد موعد الاستشارات وبين وصول باخرة انرجين باور الى حقل كاريش والتطورات على الحدود البحرية، ووصول المفاوض الاميركي عاموس هوكستين الى لبنان بداية الاسبوع المقبل للبحث في ترسيم الحدود. وتؤكد المصادر ان الموقف سيكون موحداً وسيتم التشاور بين الرؤساء الثلاثة بهدف التصدي للعدو الاسرائيلي وعدم اعطائه فرصة قضم وتضييع حقوق لبنان في التنقيب عن النفط والغاز.
حكومياً، ثمة اسماء كثيرة يتم التداول بها لرئاسة الحكومة، مناورةً أو حرقاً أو رفعاً لسقف مفاوضات التشكيل. لكن الأوفر حظاً يبقى الرئيس نجيب ميقاتي، اذ ان ثمة حاجة لتشكيل حكومة جديدة تعمل على التخفيف من الانهيار والبدء بالاصلاحات، في حين يؤكد بعض الاطراف ان حكومة جديدة لن تجترح المعجزات في غضون ٣ إشهر من عمر العهد الحالي.
وتقول المصادر ان الحكومة الجديدة لن تكون مختلفة عن الحالية لجهة الاختصاص والانسجام، خصوصاً ان لبنان لا يحتمل تفجير الحكومة من الداخل. علماً ان تشكيلها في اسرع وقت ممكن رهن المشاورات القائمة حالياً، اذ ان ترف الوقت ليس مسموحاً في حالة لبنان، نظراً الى ما يتطلبه الوضع وطبيعة المرحلة وضغط الملفات المالية الملحة التي تفرض تفاوضاً واتفاقاً مع صندوق النقد الدولي.
وميقاتي المرتاح الى تكليفه من بعض الكتل التي أعلنت تأييدها له مباشرة أو مواربة، لا شك سيواجه صعوبة في تأليف الحكومة واختيار أسمائها ورفضه ادخال وجوه سياسية اليها. إلا أنه يفضّل الابقاء على معظم الوزراء الحاليين لاستكمال ما تم البدء به من ملفات، وهو الذي تبدو لديه أولويات في معالجة بعض الملفات الحيوية الاساسية كالاسراع في بت موضوع الكهرباء الذي يعمل عليه. لكن، رغم كل ما تقدّم، تبقى الامور مرهونة بالتوافق بين مختلف الاطراف السياسية. ويراهن بعض الاطراف على ان تؤدي التطورات الجارية على الحدود البحرية الى الاسراع في تشكيل الحكومة وعدم تضييع لبنان فرصة ترسيم الحدود خصوصاً ان حكومة ذات صلاحيات كاملة هي الاقدر على مواكبة الاستحقاقات الضاغطة المقبلة. فهل سيؤدي تعنت بعض الاطراف والنزاعات الداخلية لتحقيق مكاسب خاصة، الى خسارة لبنان ترسيم حدوده وانقاذه من نار جهنم الذي أوقعته فيه السياسات الخاطئة؟ غداً لناظره قريب.