التوتر يتغذى اقليميا.. والتسويات تتراجع

10 يونيو 2022
التوتر يتغذى اقليميا.. والتسويات تتراجع


أعلى من سقف التوقعات جاء كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس عن التطورات المرتبطة بقيام اسرائيل باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش، اذ ذهب نصرالله بعيدا في رسم معادلات جديدة وبحسم مسألة الرد العسكري في حال استمرت تل ابيب بنشاطها في المنطقة المتنازع عليها.

لم يربط نصرالله تهديده بمسار المفاوضات التي يتحضر لها لبنان عبر الوسيط الاميركي القادم خلال الايام المقبلة، بل اعتبر ان الهدف الاساسي والمباشر هو منع اسرائيل من استخراج النفط وان تستمر عملية التفاوض كما تراها الدولة اللبنانية على ان تنتظر اسرائيل نتائجها كما ينتظرها لبنان.هذا التصعيد الكبير الذي ذهب اليه الحزب والذي لم يكن متوقعا بهذه السرعة، يترافق مع تطورات بالغة الحساسية في المنطقة من سوريا الى فلسطين مرورا بالملفات الديبلوماسية بين طهران والخليج والولايات المتحدة الاميركية، وهذا ما يعطي زخما حقيقيا للتوتر عند الحدود الجنوبية.

وفي حين يتجه التفاوض بين الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأميركية من جهة وايران من جهة ثانية، الى مزيد من التعقيد، يبدو ان احتمالات الوصول الى تسوية تعيد انتاج الاتفاق النووي تتراجع لا بل ان التقدم السريع الذي ستظهره ايران في ملفها النووي سيزيد حجم التوتر بشكل كبير مع واشنطن وتل ابيب.كما ان التهدئة التي كانت سائدة مع الخليج العربي قد تتعرض لانتكاسات حقيقية في حال انتهت احتمالات التسوية مع واشنطن، وهذا الامر سيعيد اشعال بعض ساحات المنطقة التي كان من المفترض انها خاضعة لعملية تنظيم الخلاف كالعراق مثلا.الرد الايراني الذي حصل في اربيل قبل يومين، وبعيدا عن الهدف الذي استهدفه، يوحي بأن الكباش الامني والعسكري بين طهران وتل ابيب يتجه لمستويات مختلفة وهذا قد يطال الساحة السورية التي تترقب ايضا تطورا خطيرا يتمثل بعملية اجتياح تركية لجزء من الاراضي السورية مع ما يستتبع ذلك من تطورات محتملة.

حرب الطاقة التي تفرض تقاربا اميركيا سعوديا، وتساهم في استمرار الهدنة في اليمن تجنبا لاستهداف ارامكو ما يؤدي الى كارثة على اسعار النفط العالمية، قد تفرض توترات في شرق المتوسط .ولعل كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اولى مؤشرات هذا التوتر الذي بدأته اسرائيل من خلال استخراج النفط من مناطق متنازع عليها..