انها حرب المواقف والتصعيد الكلامي لا اكثر بين اسرائيل وحزب الله القابعة دولته على رصيف انتظار الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين العائد الى بيروت مطلع الاسبوع، وليس في جعبته حكما قبول بمقترحات لبنان، بل بما يتناسب ومصالح حليفته اسرائيل.
فلا الحزب ذهب في التهديد الى نقطة اللاعودة ولا الكلام الصادر من تل ابيب ساخن الى درجة الغليان. وقبل مجيء الوسيط لا حسم ولا حلول.
اما استحقاقات الداخل فتدور بين المجلس النيابي الذي ينتخب لجانه والرؤساء وبين قصر بعبدا الذي لم يوجه اي دعوة للاستشارات النيابية الملزمة للتكليف، في وقت يرتفع منسوب شروط القوى السياسية، لا سيما من فريق المعارضين الذين يشترطون رئيسا سياديا وحكومة مستقلة، وابعاد حقيبة الطاقة عن مرمى التيار الوطني الحر.
هدوء وترقّب: في الغضون، ساد الهدوء الساحتين السياسية – الحكومية والترسيمية اليوم، في انتظار دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الاستشارات،من جهة، وعشية الزيارة المرتقبة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت مطلع الاسبوع، من جهة ثانية.
اسرائيل تستعد: في الاثناء، وغداة الكلمة المتلفزة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتي خصصها للحديث عن ملف الترسيم، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد من قبل حزب الله على نشاط منصة “كاريش“.
وفي حين حذرت مصادر عسكرية من هجوم بطائرة من دون طيار أو إطلاق صواريخ باتجاه المنصة، اشارت وسائل الاعلام الى ان الجيش الإسرائيلي لا يضع قوات كافية حول المنصة والأمر يتطلّب تفكيراً عسكرياً ودبلوماسياً.
حركة دبلوماسية..: في الغضون، نشطت اليوم الحركة الدبلوماسية. فقد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا حيث جرى عرض للاوضاع العامة.
كما التقى السفير الروسي ألكسندر روداكوف الذي قدم التهنئة للرئيس بري بإنتخابه رئيساً للمجلس وبإنجاز لبنان الانتخابات النيابية، وسلمه رسالتي تهنئة من رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي فياتشيسلاف فولودين ورئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية (مجلس الشيوخ) فالنتينا ماتفيينكو، بمناسبة انتخابه رئيسا للمجلس النيابي اللبناني لولاية جديدة
..في كلمنصو ومعراب ايضا: الى ذلك، استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مساء الخميس، في كليمنصو، السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، بحضور رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وعرض معها التطورات السياسية الراهنة.
من جانبه، التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في لبنان دوروثي شيا، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان ومستشار الرئيس للشؤون الخارجية مارك سعد.
اللجان النيابية: وسط هذه الاجواء، استكمل مجلس النواب بعد الظهر عملية انتخاب اللجان النيابية ورؤسائها في ساحة النجمة.
المحروقات تحلّق: وفي انتظار الحكومة العتيدة، الازمات المعيشية الى تفاقم. اليوم، صدر جدول أسعار المحروقات صباحاً مسجلاً ارتفاعاً كبيراً لا سيما بالنسبة للمازوت.
وباتت الأسعار على الشكل الآتي:ى– رفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 24 ألف ليرة لبنانية لتصبح بـ666000 ل.ل. – رفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 24 ألف ل.ل.
لتصبح بـ677000 ل.ل. – رفع سعر المازوت 40 ألف ل.ل. ليصبح بـ683000 ل.ل. – خفض سعر قارورة الغاز 4 آلاف ل.ل. لتصبح بـ358000 ل.ل.
ازمة طحين؟: اما على صعيد الرغيف، فقد أوضح نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف صباحا، ان “القمح الموجود في الاسواق لا يكفي أكثر من عشرين يوماً، وذاهبون الى ازمة خبز، والمسؤولية في مرمى وزير الاقتصاد“، قبل ان يعلن ان ” هناك بواخر قمح في طريقها إلينا ونأمل أن لا يحصل تأخير” .
توازياً، أعلن تجمع أفران المناقيش ومخابز المرقوق في الجنوب أن القطاع يعيش “مرحلة استثنائية وغير مسبوقة من فقدان مادة الطحين“.
وأشار في بيان الى انه “بعد حرماننا من دعم مصرف لبنان وتحويل ثمن الطحين الى الدولار، الا أن المطاحن لم تقم بتسليمنا المادة وقسم كبير من الأفران أقفل ابوابه نظرا إلى فقدان المادة ولعدم قدرته الإستمرار في ظل رفع سعر الطحين“.
وختم مناشدا المسؤولين “العمل على تأمين مادة الطحين، وخصوصا أن القمح المتبقي لا يكفي لعشرين يوما”.
المخزون يكفي: في المقابل، طمأن وزير الاقتصاد امين سلام في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر ان مخزون القمح يبلغ 45 ألف طن ويكفي لشهر ونصف الشهر.
القائد في بعلبك: امنيا، حط قائد الجيش العماد جوزف عون صباحا في ثكنة الشيخ عبدالله التي وصلها على متن طوافة عسكرية والتقى كبار ضباط الجيش والعسكريين.
وانطلق بعدها الى بلدة بوداي حيث زار منزل عجاج شمص بحضور كبار عشيرة آل شمص معزياً بالشهيد الرقيب زين العابدين شمص الذي سقط شهيد الواجب الوطني يوم الجمعة الماضي في حي الشراونة.
وفي زيارته الى فرع مخابرات البقاع قال قائد الجيش: حربنا على المخدرات لم تنتهِ ولا تزال مستمرة، ولا نعمل وفقاً لأي أجندة، إنما من منطلق مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا.
وإلى كل الخارجين على القانون سلموا تسلموا، وإلا تحملوا تبعات قراركم. وفي كلمة أمام اللواء السادس-بعلبك أكد قائد الجيش ان “الأمن خط أحمر، وليس مسموحا المس به، ونحن على أبواب موسم سياحي. ليس للجيش أي عداوة مع أي منطقة أو عشيرة.
كل العشائر أهلنا، لكن واجبنا توقيف الخارجين على القانون. أهل بعلبك سئموا ويطالبون بالأمن، وهذا واجبنا تجاههم ووعدنا لهم مهما كانت التضحيات“.