“كاريش” يقود المنطقة الى ستاتيكو جديد؟

11 يونيو 2022
“كاريش” يقود المنطقة الى ستاتيكو جديد؟


كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: تبدو الأمور مربكة إلى حدّ كبير. ولا يبدو في الأفق انّ شيئاً يمكن ان يتغّير في الفترة القصيرة الفاصلة عن وصول هوكشتاين الى بيروت، وهو ما يفرض الإقرار بأنّ الأمور تتجّه إلى مزيد من التعقيد، في وقت يعتقد الموفد الاميركي انّه بتلبيته دعوة لبنان العاجلة، غير مهتم بما يدور في الكواليس اللبنانية من “جدل بيزنطي”. فما يطالب به واضح وصريح مع التشديد على انّ المنطقة لا تتحمّل أي توتر أمني. فالإدارة الاميركية تحدثت بالتزامن مع إعطاء هوكشتاين الإذن المسبق للسفر إلى المنطقة، عن حاجة العالم وحلفائها الأوروبيين إلى غاز المتوسط قبل فصل الشتاء المقبل، تعويضاً عن النقص الناجم عن العقوبات المفروضة على روسيا، وهي تتحدث تحديداً عن الغاز المُكتشف في شرق المتوسط، لاستغلال خطوط النقل المشتركة بين إسرائيل ومصر وقبرص في اتجاه أوروبا .
لذلك كله، ولأسباب أخرى متشعبة، فإنّه لا يمكن الفصل عند الحديث عن أي عملية عسكرية ما بين توقيتها وشكلها ومضمونها، والتحضيرات الجارية لعملية عسكرية تركية في الشمال السوري، إن أقدمت انقرة على ما تهدّد به، مستفيدة من انشغال الروس في يوميات الحرب في أوكرانيا والمواجهات الصامتة بين موسكو وطهران على الأراضي السورية، حيث تنتشر قوى الطرفين وحلفائهما. وكل ذلك يجري على وقع الفشل في إحياء مفاوضات فيينا، والتحذيرات الاوروبية والأممية والاتهامات الدولية والأممية الموجّهة لإيران بما بلغته نسبة تخصيب اليورانيوم في منشآتها السرية والعلنية الخاضعة للمراقبة، إلى ما يقترب من إمكان الانتقال الى مرحلة انتاج السلاح النووي، وهو أمر يُقلق تل أبيب وواشنطن وعواصم اخرى هي على تماس مباشر مع عملية ترسيم الحدود البحرية في جنوب لبنان.
وبناءً على ما تقدّم، ستثبت تطورات الايام المقبلة اننا على أبواب “ستاتيكو” جديد في جنوب لبنان، وسيكون جزءاً من مشهد أكبر يجري التأسيس له في المنطقة، يُبنى على التحولات الجديدة. ولا يحول دونه سوى التفاهم على معادلة جديدة توفّر الحدّ الأدنى المطلوب من حقوق لبنان، وسط عدد من السيناريوهات المتناقضة التي تنحو أكثريتها إلى السلبية، فيتوقف الرقص فوق الخطوط البحرية وأرقامها، لتستقر عملية التقاسم على مكامن الثروات في عمق البحر.