بدأ اركان السلطة الإعداد للمحادثات الحاسمة والدقيقة التي سيجريها معهم الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين مطلع الأسبوع بناءً على طلب لبنان علماً أن المعطيات المتوافرة حول مهمته لا تستدعي توقعات مستعجلة ومتفائلة نظراً إلى التعقيدات التي طرأت على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عقب وصول السفينة “إينرجي باور” الأسبوع الماضي إلى حقل كاريش وتهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستهدافها كما في ظل الإرباك الذي يطبع الموقف اللبناني الرسمي من خط الترسيم. ولكن يبدو أن ثمة قناعة لدى أهل السلطة بأن مهمة هوكشتاين لا بد أن تؤدّي في ظل ما سيتبلغه من الجانب اللبناني إلى إعادة إحياء جولات المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، وفق ما كتبت” النهار”.
وأعلنت أمس وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثاً إلى لبنان الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت وإسرائيل من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية. وأضافت في بيان إن آموس هوكشتاين كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة سيزور لبنان يومي 13 و14 حزيران. وافاد البيان إن “الإدارة ترحبّ بالروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل إلى قرار نهائي من شأنه أن يؤدّي إلى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة.”وفي سياق الاستعدادات الرسمية للمحادثات مع هوكشتاين اجتمع أمس رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر بعبدا وبحثا مطولاً في الموقف اللبناني من الترسيم وتنسيق موقف موحد. واستمر الاجتماع لأكثر من ساعة وأفادت معلومات أنه جرى عرض الخرائط والملفات التي حملها ميقاتي بملف أسود إلى بعبدا ووصف الاجتماع بأنه كان تقنياً بامتياز ولا تباين بالموقف بين الأطراف اللبنانية وحتى الساعة ولن يصدر أيّ موقف أو سقف أو ورقة رسمية للتفاوض بإنتظار ما يحمله الوسيط الأميركي.
وبحسب ” نداء الوطن” فان اللقاء استمر لأكثر من ساعة وتمّ في خلاله عرض خرائط وملفات كانت في جعبة ميقاتي، كان تقنياً بامتياز ولم يحمل أي تباين في المواقف بين الطرفين، بحسب المعلومات، التي أكدت ألا ورقة رسمية ستصدر عن الجانب اللبناني ولا حتّى اي موقف بانتظار ما سيحمله الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الذي سيبدأ الاثنين زيارة إلى لبنان تستمر يومين.وكتبت” الديار”: بدأ المشهد المتصل بهذا الحدث يعكس سباقا بين التبريد والتصعيد، لا سيما ان لبنان عبّر على لسان مسؤوليه وقادته عن موقفه الثابت في الدفاع عن كامل حقوقه وحدوده وسيادته، على الرغم من بعض الاجتهادات التي سجلت على الساحة المحلية، والتي لا ولن تؤثر عن صلابة ووحدة الموقف اللبناني، كما عبر مرجع لبناني بارز لـ «الديار»، مؤكدا ان الجهات الرسمية المعنية تأخذ بعين الاعتبار كل التحديات وتتمسك في الوقت نفسه بحق لبنان كاملا ، كما عبّرت على مدى المفاوضات غير المباشرة التي جرت حتى الآن او في جولات المحادثات مع الموفدين الاميركيين منذ البداية وحتى الآن.وكشف مصدر مطلع لـ «الديار» ان هناك تفاهما بين الرؤساء الثلاثة حول الموقف اللبناني، مشيرا الى ان اتصالات جرت وستجري بينهم قبيل وصول هوكشتاين يوم غد الاثنين.
ومن المنتظر ان يلتقي الوسيط الاميركي بعد غد الثلاثاء رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، كما يسبق ذلك لقاء بينه وبين بعض السياسيين مساء غد بحضور نائب رئيس المجلس الياس بو صعب.
وعلمت «الديار» من مصادر موثوقة ان هوكشتاين اجرى اتصالات ومشاورات في اليومين الماضيين مع المسؤولين «الاسرائيليين»، وانه في صدد استكمال هذه المشاورات قبل وصوله الى بيروت غدا. واضافت انه يحمل معه افكارا ومقترحات سيناقشها مع المسؤولين اللبنانيين، اضافة الى ما كان طرحه في زيارته السابقة.
وعشية وصول الوسيط الاميركي، قال مصدر بارز يتابع هذا الملف لـ «الديار»، ان هناك تطورات متسارعة تسابق طاولة التفاوض، اكان على صعيد المحادثات التي سيجريها هوكشتاين ام على صعيد امكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة حول الحدود البحرية.
واستنادا الى معلومات المصدر، فان لبنان اكثر تمسكا بحقوقه كاملة في المنطقة الخاصة البحرية، متوقعا ان يحمل الوسيط الاميركي معه افكارا ومقترحات حول الحقوق الذي يرفعها لبنان.
واضاف المصدر ان لبنان سيقابله بموقف موحد متفق عليه بين الرؤساء الثلاثة منذ آذار الماضي، وان لبنان لن يضيّع البوصلة والمبادئ التي تحفظ كامل حقوقه في مياهه وثروته النفطية والغازية، والتي جاء هوكشتاين في وقت سابق لتطبيقها على اثر انجاز اتفاق الاطار مع سلفه.
ولفت المصدر الى ان هوكشتاين في زيارته السابقة للبنان، ابلغ القيادات اللبنانية انه سيعمل على تبريد الاجواء وتهيئة الظروف للعودة الى طاولة التفاوض غير المباشر في الناقورة، وان لبنان ينتظر هذا الامر، لكنه في الوقت نفسه لن يرضى باي حاجب يحجبه عن حقوقه كاملة.
وحول عدم انضمام الرئيس بري الى اجتماع الرئيسين عون وميقاتي قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان عدم مشاركته لا تعني وجود خلاف حول ملف الحدود البحرية، لافتة الى ان هناك تفاهما مسبقا في هذا الشأن، وان التواصل مستمر بين الرؤساء الثلاثة في هذا الشأن.
واضافت انه في اتصال سابق بين الرئيسين عون وبري جرى التأكيد على ما كان اتفق عليه في مرحلة سابقة وفق مبادئ الاطار الذي حصل قبل تولي هوكشتاين مهمته خلفا للوسيط الاميركي السابق.
وكتبت ” الانباء” الكويتية ان الموقف الذي سيتم ابلاغه الى هوكشتاين هو ان لبنان لا يقبل بأقل من الخط 23 مع حقل «قانا» كاملا، وان المطلوب العودة سريعا الى المفاوضات غير المباشرة في الناقورة للوصول الى اتفاق، وان بدء اسرائيل استخراج الغاز من حقل «كاريش» قبل الاتفاق على ترسيم الحدود يعرض الامن والسلم الدوليين للخطر.
المصادر المتابعة قرأت في موقف بري من لقاء بعبدا، إعلانا ضمنيا بإنهاء مفاعيل التحالف، من تحت الطاولة، مع الرئيس عون وفريقه الذي نشأ بين الطرفين عبر «حزب الله» في الانتخابات النيابية، وانتخابات رئاسة المجلس ونيابة الرئاسة ورؤساء وأعضاء اللجان النيابية، ما يعني أنه لن يسري على الاستحقاقات الأخرى المقبلة، من تشكيل الحكومة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.