بعد الانجيل المقدس، القى عبود عظة استهلها بالوقوف دقيقة صمت “لكي تكون صرخة ايمان في قلب الملكوت يتردد صداها تعزية لاهل شادي كريدي وطارق الطياح، اللذين قضيا في المروحية التي سقطت في ايطاليا، وهما في رحلة عمل، وراحة لنفسيهما في هذا الملكوت”.وأشار في عظته الى أن “من تراه الوكيل الامين الحكيم هو كل انسان معمد وموسوم بميرون المعمودية، وكل مسيحي مؤمن وملتزم بعقيدته وكنيسته، وكل شهيد بذل نقطة دم طاهرة ونقية ومقدسة”، مذكرا بأن “الشهيدة اكويلينا الجبيلية ابنة الـ 12 عاما روت دماؤها ارض هذه المدينة منذ 1700 سنة، والتي استشهدت بعد ان قالت لا للجحود ونعم للايمان”.
وتحدث في عظته عن تاريخ مدينة جبيل وارثها وتاريخها وهويتها وتراثها، مشيرا الى ان “هذه المدينة هي اول ارض وطأت فيها الجماعة المسيحية، وهي قبلة انظار الملوك والحضارات منذ أيام الفرس حتى يومنا هذا، وهي المدينة التي اعطت وما زالت للوطن وللعالم رجال دين وعلمانيين وسياسيين، وأولهم ضمير لبنان العميد الراحل ريمون اده”.وشدد عبود على “ضرورة ان نحافظ جميعنا على هذا الارث الذي تختزنه هذه المدينة على الصعد كافة”، مؤكدا ان “وسامها الشهادة، وكل وطن من دون دين هو كالباخرة من دون بوصلة، ومن يفكر عكس ذلك يكون ضائعا في عالم مليء بالاضطرابات والعتمة”.واعلن أن “أبناء جبيل هم الذين يعلمون الثقافة والقيم والتاريخ والمبادئ والاخلاق، وهذه هي مدينتنا التي وصلت الى الشهرة العالمية وستستمر من خلال المحافظة عليها متضامنين متعاونين مع بعضنا البعض ومع مجلس بلديتها، لكي نعيش في هذه المدينة كما عاشت القديسة اكويلينا رسالة وشهادة ملتزمين بإيماننا المسيحي، وأن تكون مدينتنا وكنائسنا محطة انوار كل مغترب، ونحن نفتخر بأن نكون في منطقة جارها القديس شربل، ومن سلالة الشهيدة اكويلينا”.
ودعا الى “الصلاة الى الله بشفاعة القديسة اكويلينا للحفاظ على مدينتنا ووطننا ومستقبل شبابنا وتبعد عنا الضيقة والصعاب، وخصوصا في هذه الايام المرة التي نعيشها وان تنير عقول المسؤولين في هذا البلد، الذين اصبحوا عميانا وطرشانا عن صوت الضمير وكرامة الانسان”.وقال: “شعبنا لا يستحق الذل ولا القهر ولا الجوع، لانه شعب يستحق الكرامة والعيش بسلام، وأن تزرع في قلوب المسؤولين عندنا المصالحة والغفران، وان تنزع من قلوبهم الحقد والبغض والكراهية، كي لا يبكوا في النهاية على وطن، لانهم لم يعرفوا المحافظة عليه كما يجب”.وختم عبود: “هذه المدينة هي لنا، وعلينا المحافظة عليها بكل ما أوتينا من قوة، لاننا كلنا مسؤولون عنها، من أجل الحفاظ على كرامتنا وثقافتنا واخلاقنا”.وفي الختام، القى العتيق كلمة تحدث فيها عن حياة القديسة اكويلينا ومراحل حياتها القصيرة وما تعرضت له من اضطهادات.وسبق القداس مسيرة، سيرا على الاقدام، من كنيسة سيدة مارتيم الى كنيسة القديسة اكويلينا.