افتتح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الاسبوع الحاسم في لبنان بمقابلة متلفزة عبّر فيها عن مواقفه ومواقف العهد في القضايا الموضوعة على الطاولة، ان كان في الملفات الداخلية كتشكيل الحكومة وما يليها من قضايا حياتية وصولا الى الحديث عن الحدود البحرية واحتمالات الحرب والوسيط الاميركي وغيرها من الملفات.
اعاد باسيل تحديد مطالب العهد ومطالب تياره والموقف من المفاوضات حول الحدود البحرية مكررا معادلة “لا نفط من كاريش من دون نفط من قانا” وهذه المعادلة ستتطلب جهودا كبرى من اجل البدء في التنقيب في البلوكات اللبنانية وهذا ما ادخله باسيل في صلب المطالب في مقابل السماح لاسرائيل بإستخراج نفطها كما اوحى.حسم باسيل موقف العهد من دون ان يتحدث بإسمه رسميا، لكن قربه ومساهمته الكبرى في اتخاذ القرار في بعبدا توحي بأن ما قاله بشأن الخط الحدودي هو ضرورة حصول لبنان على خط حدودي بين الخط الـ٢٣ والخط ٢٩، على ان يضمن لبنان حصرية سيادته على حقل قانا النفطي وان لا يكون لاسرائيل اي سيادة عليه او على اي مساحة من البلوك رقم ٨.
شكك باسيل بإمكان ان تتجه الامور الى التصعيد، على اعتبار ان اسرائيل ليس لديها اي مصلحة بالذهاب الى الحرب، كما ان الوسيط الاميركي سيكون اكثر عقلانية بحسب تلميحات رئيس “التيار” الذي وضع حدا ادنى للتنازلات اللبنانية وهي الخط الـ٢٣ الذي لا يمكن القبول بأقل منه.في الموضوع الحكومي يحاول باسيل بشكل واضح تحسين شروطه التفاوضية اذ اعلن وبشكل صريح رفضه تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة من دون ان يكسر الجرة معه من خلال المجاملات الشخصية.وبحسب مصادر مطلعة فإن “التيار” لن يخوض معارك تسمية رئيس حكومة او معارك التوازنات داخلها على اعتبار ان الحكومة لن تعيش طويلا.وعليه فإن هدف التيار ورئيسه التمهيد لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية التي ستشهد تركيب توازنات جديدة داخل مجلس الوزراء وعليه فإن المطالب اليوم التي يرفعها باسيل قد تكون من باب رفع سقف التفاوض السياسي والتي ستجعل من “التيار”احد اللاعبين الاساسيين في المرحلة المقبلة.
تطورات حاسمة ستحكم المشهد السياسي والميداني خلال الاسبوع الحالي ولعل القوى السياسية تحضر للدور الذي ستلعبه في الملفات السياسية او التطورات الحدودية. كما ان مقابلة باسيل تكتسب جزءا اساسيا من اهميتها من كون الرجل على تنسيق كبير مع حزب الله في ملف الترسيم البحري.