في الاسابيع الماضية برزت سردية سياسية تتحدث عن ان اسرائيل تبحث عن الحرب في المنطقة وهي تحاول استدراج اطراف ودول المحور الحليف لايران نحو مواجهة عسكرية في توقيتها من اجل تحقيق اهداف سياسية وميدانية، وهذه السردية تستكمل بأن حلفاء ايران اليوم لا يريدون الحرب في هذا التوقيت.
اصحاب هذه النظرية يعززون روايتهم بالحديث عن الغارات المتزايدة على المواقع العسكرية السورية اضافة الى مواقع استراتيجية مدنية مثل مطار دمشق الامر الذي يستدرج ردا سوريا، وكذلك الامر ينطبق، بحسب هؤلاء، على مسيرة الاعلام في القدس التي تستدرج ردا فلسطينيا، والعمليات الامنية في ايران.
لكن مصدرا متابعا اكد ان هذه النظرية غير دقيقة، فأولا اسرائيل ليست بحاجة لاستدراج اي طرف للحرب، فمتى ارادت الحرب ستعلنها من دون اي حجة، او في احسن الاحوال تخلق الحجة لنفسها كما حصل مرارا وتكرارا، وعليه فإن فكرة استدراج اسرائيل لاعدائها ليست منطقية استنادا للتجربة الطويلة معها.
ويرى المصدر ان الحديث عن رغبة اسرائيل بالحرب يعني بالضرورة ان تل ابيب استعادت المبادرة الاستراتيجية التي فقدتها عام ٢٠٠٦وهذا غير دقيق اذ انها لا تزال حتى اليوم تلتزم بشكل كبير بقواعد الاشتباك مع لبنان ومع سوريا بالرغم من زيادة جرأتها مؤخرا. ومن استعاد المبادرة الاستراتيجية سيقوم بخطوات جدية تبرهن هذا الامر قبل الذهاب الى الحرب.
ويشير المصدر ان من الاجدى بمن باتت لديه الجهوزية بالذهاب الى الحرب، ان يستهدف مثلا منشآت تخزين الاسلحة الكاسرة للتوازن في لبنان، وعندها ستندلع الحرب التي من المفترض انه يريدها او يكسر قواعد الاشتباك ويغيرها لصالحه في حال قرر حزب الله عدم الرد، وبما ان تل ابيب لم تتجرأ بعد على القيام بغارة واحدة في لبنان فهي لم تستطع استعادة المبادرة الاستراتيجية.
ويقول المصدر ان من لم يستطع القيام بحرب كبرى عندما كانت سوريا في حرب مع التنظيمات الارهابية وفي اثناء انشغال الحزب في الحرب السورية لا يمكن له الذهاب الى حرب بعد مراكمة حزب الله قدرات صاروخية متطورة لم تكن موجودة في السنوات الماضية.
ويعتبر المصدر ان الحديث عن دعم اميركي كبير لاسرائيل في خطوتها الحدودية المرتبطة باستخراج النفط لا يخدم نظرية الحرب، فالدعم الاميركي مرتبط بالحاجة الى الغاز الاسرائيلي لتلبية النقص في اوروبا وبالتالي فإن الحرب تنهي احتمالات الاستفادة من غاز المتوسط لا العكس.
من كل ما تقدم لا يبدو ان نظرية سعي اسرائيل للحرب جدية ومبنية على اسس واقعية.