الترسيم: بين حذر الحزب وايجابية الدولة اللبنانية!

18 يونيو 2022
الترسيم: بين حذر الحزب وايجابية الدولة اللبنانية!

في انتظار الرد الاسرائيلي على الاقتراحات اللبنانية “ترسيميا”، جملةُ مواقف لحزب الله من الملف، سُجّلت في الساعات الماضية. امس، أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أنّ اللبنانيين يترقبون بحذر كبير، النتائج التي ستسفر عنها تدخلات المبعوث الأميركي حول الحدود البحرية للبنان. وخلال حفل تأبيني أقيم في بلدة جبشيت – قضاء النبطية، شدد رعد على أنّه من حقّ اللبنانيين، أن يتمكنوا بأقل كلفة وأقصر وقت وأيسر السبل، أن يستثمروا ثروتهم الوطنية من الغاز الطبيعي، وأن يستخرجوها دونما عوائق أو مكابدة نزاع.

اما الخميس، فلفتت كتلة “الوفاء للمقاومة” إلى أنّ “استجلاب العدو الصهيوني المنصّةَ العائمة، بهدف استخراج الغاز من المنطقة المتنازَع عليها في حقل “كاريش”، هو عملٌ عدواني مُدانٌ ومرفوض”. وقالت الكتلة في بيان عقب اجتماعها الاسبوعي إنّ “لبنان، رسمياً وشعبياً، معنيّ بحماية ثرواته الطبيعيّة في البرّ والبحر”، وتابعت “إنّنا، كلبنانيين، مطالَبون جميعاً بالوقوف صفّاً واحداً لتحقيق هذا الهدف الوطني، ورفض أي محاولة للانتقاص من حقنا، ومنع العدو من أي تطاولٍ على سيادتنا”. وبالنظر إلى التحديات السياسيّة التي تواجه لبنان في هذه المرحلة، دعت الكتلة إلى “موقف وطني جامع وسيادي، يبعث رسالة قويّة إلى العدو، ويمنعه من القرصنة والاعتداء على حدودنا البحريّة وثرواتنا الوطنيّة”.

لكن خلافا للحزب، فإن الصمت سيد الموقف على الضفة الرسمية، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، ذلك ان الدولة اللبنانية عموما والعهد خصوصا، يحاذران اطلاق اي كلام او بيان يُمكن ان يعكّر صفو المفاوضات ويؤثر سلبا على امكانية احيائها من جديد بما يتيح التوصل الى اتفاق حول التنقيب بين بيروت وتل ابيب برعاية اميركية – أممية.. وخلافا للحزب ايضا، فإن الجانبين يقاربان الوساطة الاميركية بايجابية، لا بحذر.

في السياق، كان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، المتابِع للملف هذا منذ اشهر، اكد الخميس، أن “هناك املا بالوصول الى نتيجة”، لافتا الى ان “خيار الحرب لا مصلحة لنا فيه وكذلك العدو الاسرائيلي”، مضيفا “نحن شجعنا المبعوث الأميركي هوكشتاين على القدوم إلى لبنان لأن ثمة قرار على الجانب اللبناني إتخاذه في ملف الترسيم”. واشار الى أننا “وصلنا الى مرحلة حساسة في موضوع ترسيم الحدود وكان هناك تقدم في النقاش وهوكشتاين زار بيروت واستمع الى الطرف اللبناني وقال إنه سيذهب الى الطرف الآخر ويعود خلال اسبوع او 10 أيام”. وأوضح أن “ما طرح من الجانب اللبناني أمام هوكشتاين زاد من قوة موقف لبنان”.

رغم هذه المواقف المتناقضة بين الحزب ولبنان الرسمي، فإن المصادر تعتبر ان الاول يصعّد من باب شد العصب الشعبي لا اكثر، بينما هو يعرف ان لا داعي للحذر من الوسيط “الاميركي” الذي طلبت الدولة اللبنانية، هي، حضورَه الى بيروت، كما بات معروفا.

لكن حتى لو لم يأت الرد الاسرائيلي كما يشتهي لبنان الرسمي، فإن الحزب كان حسم امره بالوقوف خلف الدولة في ما تقرره.. فهل يمكن ان يبدّل موقفه ويفتح “على حسابو”، انطلاقا من المتغيرات الاقليمية غير المناسبة لايران، ولذلك يتحدث رعد اليوم عن “حذر” ويترك سقف الحزب مرتفعا؟!

***

المصدر المركزية