قبل أربعة أيام من موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة، تتكثف الاتصالات والمشاورات تمهيداً لحسم المواقف النيابية ويتوقع ان يشهد اليومين المقبلين لقاءات ومداولات مكثفة من شأنها ان تبلور الصورة المتصلة بهذا الاستحقاق.
وقالت مصادر الرئيس نجيب ميقاتي أمس لـ “الديار” ردا على ما ينقل ويقال حول المستجدات في شأن التكليف “لا كلام لدينا حول هذا الموضوع خارج اطار الاستشارات النيابية، فالمسألة عند مجلس النواب ومن يراه النواب مناسباً لتولي هذه المسؤولية”.
واوضحت المصادر “ان الرئيس ميقاتي وضع النقاط على الحروف في الكلام الذي قاله في طرابلس، ولا كلام بعد هذا الكلام”.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان التكليف مضمونا للرئيس ميقاتي قالت المصادر: الجواب عند النواب، والمسألة تحسمها الاستشارات النيابية الملزمة. ومرفوض اختزال ارادة النواب مسبقا، وعلينا ان ننتظر جميعا ما سيقرره النواب”.
ورفضت المصادر الحديث عن الرصيد النيابي للرئيس ميقاتي، وما يجري من اتصالات ومشاورات تمهيدا قبل استشارات بعبدا.
والجدير بالذكر ان الرئيس ميقاتي عن استعداده لتولي رئاسة الحكومة الجديدة بقوله “اننا على استعداد للخدمة العامة بقناعات وطنية وشخصية واضحة”، لكنه اضاف “نرفض تحويل موقع رئاسة الحكومة وشخص رئيس الحكومة مادة للتسويات”.
وقال “مخطىء من يعتقد ان رفع الصوت وافتعال الغبار السياسي والاعلامي في وجهنا يمكنه ان يلزمنا بأن نزيح قيد انملة عن قناعاتنا”.
وقال مصدر سياسي في هذا الصدد لـ “الديار” ان الرئيس ميقاتي وجه رسالته للجميع وليس لطرف واحد، وانه سبق واكد رفضه لأي شروط مسبقة مقابل التكليف من اي جهة كانت، وهو لن يقبل بأن يخضع للابتزاز في هذا المجال.
لكن المصدر اضاف ان الرئيس ميقاتي يرغب كأي رئيس حكومة آخر بأن يحصل على اكبر عدد ممكن من اصوات النواب، لافتا الى ان تركيبة المجلس النيابي الجديد هي تركيبة متشابكة في غياب وجود أغلبية صريحة ودائمة.وأمس زار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الرئيس نبيه بري، وتطرق الحديث الى موضوع التكليف والاستشارات النيابية يوم الخميس المقبل.
ولم يدل بوصعب بأي تصريح لكن مصادر مطلعة قالت لـ “الديار” ان الرئيس بري جدد التأكيد امام زواره ان لا بديل عن الرئيس ميقاتي في ظل الواقع الراهن، لافتا الى ما يمثل من حضور على الساحة السنيّة، ومن علاقات دولية واقليمية.
ووفقا للمصادر فان بوصعب وقبل انتخاب رئاسة المجلس يتولى مهمة التواصل المستمر بين بعبدا وعين التينة، بالاضافة الى كونه نائبا لرئيس المجلس حيث يتناول البحث ايضا العمل المجلسي في المرحلة المقبلة.
وتضيف المصادر ان بوصعب لم يحمل معلومات جديدة عن موقف التيار الوطني الحر الذي يذهب يوم الخميس الى بعبدا بموقف مفاده عدم تسمية الرئيس ميقاتي، لكنه لم يحسم رأيه في اختيار الاسم الآخر خصوصا بعد فشله في تسويق اكثر من اسم.
وعلم من مصادر مطلعة ان عددا من النواب السنّة المستقلين او الذين استقالوا من تيار المستقبل وفقا لشرط الترشح للانتخابات سيجتمعون ظهر غد الاثنين لبحث الموقف من تكليف رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال احد نواب الشمال لـ “الديار” ان نواب كتلة عكار وآخرين من الشمال بصدد بلورة موقفهم قبل الاجتماع مع زملائهم في بيروت يوم الغد، متجنبا ابداء موقف نهائي بشأن تأييد تكليف الرئيس ميقاتي او مرشح غيره.
ولفت الى “ان الأمر لا يقتصر على تسمية الرئيس المكلف بل يتناول ايضا موقفنا من الحكومة وشكلها ومشاركتنا فيها. ولا نستطيع ان نحسم الاسم قبل استكمال البحث والتشاور”.
وفي السياق نفسه قال نائب بيروتي لـ “الديار” ان الاجتماع مقرر ظهر غد في منزل النائب نبيل بدر، وعلينا ان ننتظر ما سيجري خلاله.
وردا على سؤال قال “حتى الآن لا يوجد اسم مطروح بديل عن اسم الرئيس ميقاتي، لكن الامور ستحسم في وقتها، فلننتظر الاجتماع وما سيسفر عنه”.
لم يحسم اللقاء الديموقراطي موقفه من ترشيح الرئيس ميقاتي او ترشيح أي شخص آخر. وقال مصدر نيابي في اللقاء امس لـ “الديار”: “ليس لدينا اي قرار محسوم في هذا الصدد حتى الآن، ونحن نواصل مشاوراتنا لدرس الموقف قبل اتخاذ القرار النهائي في هذا الصدد”.
وعن الاجواء في اللقاء الثاني المرتقب مع القوات اللبنانية اوضح المصدر: “لا يوجد لقاء ثان مع القوات اللبنانية غدا كما تردد في بعض وسائل الاعلام. لقد عقدنا لقاء واحداً، ونحن على تواصل مستمر مع “القوات” ومع آخرين ايضاً. وفي اجتماع كتلة اللقاء الديموقراطي وضعنا المواصفات واتصالاتنا مستمرة قبل ان نحسم موقفنا”.
وردا على سؤال قال المصدر “يتوقع ان نحسم موقفنا في اليومين او الثلاثة المقبلة”. نافيا في ما نقل وكتب في بعض الصحف من معلومات واخبار عن موقف اللقاء.