غموضٌ وتساؤلات عما ستفضي إليه الاستشارات النيابية الملزمة الخميس

19 يونيو 2022
غموضٌ وتساؤلات عما ستفضي إليه الاستشارات النيابية الملزمة الخميس


لم تظهر صورة التحركات السياسية الداخلية في الساعات الأخيرة أيّ تطورات من شأنها بلورة الاتجاهات السياسية والنيابية حيال الاسم أو الأسماء المحددة المرشحة للتكليف بتشكيل الحكومة الجديدة، بل أن الواقع ازداد غموضاً وضبابية بما بات يرسم تساؤلات كبيرة عمّا ستفضي إليه الاستشارات النيابية الملزمة التي من المقرّر أن تجري الخميس المقبل في قصر بعبدا.

 
وعشية استحقاق التكليف، بدا لافتاً أن الكتل النيابية في مجملها وتبعاً للتحالفات السياسية في ما بينها لم تتوصل بعد إلى أيّ تفاهمات أو توافقات حول الرئيس المكلّف الأمر الذي سيجعل من الأيام الفاصلة بين مطلع الأسبوع والخميس فترة حاسمة لبلورة التفاهمات أو المراوحة في مأزق لا يمكن التكهن بما سيفضي إليه.
 
هذا المشهد المربك والملبد بالتعثر الواسع في التوصل إلى قيام تفاهمات حول الرئيس المكلف، أثار احتمالات سلبية وإن على نحو غير مثبت مثل ما تردّد من إمكان التذرع بعدم توصل الأفرقاء إلى بلورة المرشحين للرئاسة الثالثة وإرجاء الاستشارات إلى موعد آخر. ووفق” النهار”، فان الأوساط الرسمية المعنية استبعدت هذا الاحتمال فيما أبدت أوساط سياسية ونيابية ثقتها بأن الأيام القليلة الفاصلة عن الخميس ستشهد تطورات بارزة من شانها فرز الكتل النيابية والنواب المستقلين حول عدد محدود جداً من الشخصيات المطروحة لتشكيل الحكومة ومن بينها طبعاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وذكر في سياق أن وساطات التوفيق والتقريب بين ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مستمرة، وهي ستتكثف في الفترة الفاصلة عن الخميس المقبل. وفي هذا الإطار، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في عين التينة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب.
من المتوقع، أن يزور وفدٌ اشتراكيّ معراب اليوم. كما أن ثمة اتصالات لمحاولة التوافق مع “التغييريين” والمستقلّين السياديين، على شخصية واحدة يسمّونها في الاستشارات، إلّا أن رفض بعض التغييريين أيّ تنسيق مع الاحزاب السياسية المعارِضة، قد يحبط هذه المساعي في نهاية المطاف.
ووفقاً للمعلومات التي توافرت لـ “الديار”، أمس، فان الميزان ما يزال يميل بوضوح ومن دون شك لصالح الرئيس ميقاتي، وان الحركة الناشطة التي سجلت على صعيد الكتل والنواب يؤشر الى ان تكليفه يوم الخميس المقبل يكاد يكون محسوما ما لم تطرأ مفاجأة ليست في الحسابات السياسية المحلية والخارجية.
ووفقا للمعلومات فان ما سجل حتى الأمس اظهر ان هناك ارباكا واختلافا في صفوف المعارضين لتسمية الرئيس ميقاتي، اولا على صعيد بلورة مرشحين جديين منافسين له، وثانيا على صعيد توحيد موقفهم على اسم واحد.
واستنادا الى المعلومات، ايضا فان الرئيس ميقاتي يحظى بثقة ثنائي حركة “امل” وحزب الله، وبدعم من الرئيس بري الذي لا يرى عنه بديلا في هذه المرحلة. كما انه يضمن تأييد نسبة كبيرة من نواب السنّة بالاضافة الى نواب المردة والطاشناك و”الاحباش” وآخرين مستقلين.
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ “الديار” فان التواصل بين “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي لم ينقطع منذ اجتماع معراب الأخير، لكنهما لم يتفقا بعد على حسم مسألة ترشيح اسم منافس للرئيس ميقاتي.ويركز الحزب التقدمي، كما ذكرت مصادر موثوقة، على مسألة الحكومة ومشاركة “القوات” فيها، نظرا للدور الذي قد تلعبه في حال الشغور الرئاسي. كما يشدد على احداث توازن سياسي فيها يزيل هيمنة التيار الوطني الحر ويحدّ من دوره في المستقبل.
وعلى الرغم من عدم الدخول المباشر في تفاصيل التشكيلة الحكومية، فان الحزب التقدمي يرفض المساومة على حصته في الحكومة العتيدة، خصوصا لجهة حصر التمثيل الدرزي باللقاء الديموقراطي بالنظر الى النتائج التي حققها في الانتخابات النيابية.