هذه هي الخارطة النيابية عشية الإستشارات الملزمة

20 يونيو 2022آخر تحديث :
هذه هي الخارطة النيابية عشية الإستشارات الملزمة


على رغم الغموض الذي يسود الأجواء التي تسبق يوم الإستشارات النيابية الملزمة فإن إسم الرئيس نجيب ميقاتي في معركة الحكومة الجديدة يبقى متقدّمًا ، وتبدو خارطة المواقف النيابية والسياسية على الشكل التالي:  

أولًا، الثنائي الشيعي يفّضل إعادة تسمية الرئيس ميقاتي لسبب رئيسي يتعلق بمراعاة الوضع السنّي وعدم الاقدام على اي خطوة استفزازية.
ثانيًا، النواب السنّة الدائرون في فلك “المستقبل” والرئيس سعد الحريري سيعطون أصواتهم للرئيس ميقاتي، بعدما كانوا أعطوا أصواتهم للرئيس نبيه بري في انتخابات رئاسة المجلس، وهم يفعلون ذلك لسببين: الأول، يرتبط بحسن العلاقة بين الحريري وميقاتي الذي عمل بشكل أو بآخر على مراعاة وتفّهم موقف الحريري في الإنتخابات النيابية، ولم يذهب الى ما ذهب إليه غيره. والسبب الثاني يرتبط بكون ميقاتي يحظى بتأييد وغطاء الطائفة السنيّة، وخصوصا المفتي عبد اللطيف دريان، لأنه في ظل الوضع السنّي الراهن هو الأقدر على الحد من الإختلال الحاصل داخل معادلة الحكم والرئاسات، وعلى حفظ حد أدنى من التوازن السياسي والطائفي.  
ثالثًا، يتحرك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على خطين ويتواصل مع حليفين: الحليف السياسي نبيه بري والحليف الإنتخابي سمير جعجع، ويتصرف على خلفية الفصل بين معركة المجلس النيابي ومعركة الحكومة التي لها حسابات أخرى. فإذا كان في الأولى مؤيدًا للرئيس بري، فإنه في الثانية يمتلك هامشا أوسع في الموقف لكنه يفّضل إستمرار ميقاتي في هذه المرحلة الفاصلة عن الإستحقاق الرئاسي، ويريد الإستثمار في الفوز الذي أحرزه في الإنتخابات النيابية، بأن يدخل الى الحكومة الجديدة بحقائب وازنة.
رابعًا، إمكان أن يذهب النواب الجدد (التغييريون) إلى الإستشارات بمرشح موحدّ لم يتفقوا بعد على إختياره، ويواجهون عقدة عدم توافقهم مع النواب المستقلين الآخرين والقوى المعارضة كحزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”.  
خامسًا، “القوات اللبنانية” تتعاطى مع الإستحقاق الحكومي بطريقة شاملة لا تقتصر على مسألة التكليف وإسم الرئيس المكلف، بل تتمحور حول نقطتين وضرورتين: ضرورة أن تتفق قوى المعارضة على مرشح واحد لإظهار أن هناك أكثرية جديدة، وهو أمر مستبعد، أو أن الأكثرية لم تعد في يد “حزب الله”، وضرورة أن تُشّكل حكومة جديدة غير سياسية من أخصائيين مستقلين، لا يكون فيها تمثيل للأحزاب السياسية، وهو أمر يجافي الواقع. 
سادسًا، “التيار الوطني الحر” ليس موافقًا حتى الآن على الرئيس ميقاتي رئيسًا للحكومة، ولا يعطي تأييده وأصواته إلا مقابل حصوله على مطالبه، أي إنه ينطلق من موقف سلبي ولكنه قابل للتعديل والتراجع عنه، وأن تأييده لميقاتي سيكون مشروطا. 
فالنائب جبران باسيل يتصرّف في معركة الحكومة على أنها معركته الأخيرة في عهد الرئيس ميشال عون، ومعركة الفرصة الأخيرة لتحسين وضعه وتحصيل مكاسب قد لا يحصل عليها في المستقبل، إضافة الى أن هناك صلة وثيقة بين الحكومة والإستحقاق الرئاسي، ومن يربح في معركة الحكومة يعزز أوراقه في معركة رئاسة الجمهورية، خصوصا وأن الحكومة القصيرة العمر يمكن أن تطول إقامتها في حال حصل فراغ رئاسي.  
فإلى يوم الخميس درّ. 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.