فاجأ الموقف الدي اعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في مؤتمر السراي الحكومي امس الوسطين السياسي والديبلوماسي عندما دعا “المجتمع الدولي الى التعاون مع لبنان لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم والا فسيكون للبنان موقف ليس مستحبا على دول الغرب وهو العمل على اخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم”.
هذا الموقف العالي النبرة، الذي قاله ميقاتي بحضور ممثلي الامم المتحدة والدول المانحة والديبلوماسيين، لم يفاجئ المطلعين على حقيقة ما يجري في ملف النازحين وهو يعكس كلام الرؤساء قبيل مشاركة لبنان بمؤتمر بروكسل 2022، والذي كانت اجواؤه سلبية، وفق ما نقل في حينه وزير الشؤون الاجتماعية فكتور حجار، حيث تم ابلاغه على نحو «شبه رسمي» بان على لبنان ان يرتب اموره على واقع بقاء هؤلاء النازحين فوق اراضيه من خلال دمجهم في المجتمع اللبناني.
كذلك فان من ضمن خلفيات الموقف تقارير الاجهزة الامنية التي اكدت انها لم تعد قادرة على ادارة الموقف امنيا في ظل الاعباء الكبيرة على كاهلها، وكذلك لم يعد لبنان قادرا على تحمل الضغط الكبير على وظائفه الخدمية في ظل الخطر الشديد على الامن الغذائي.
ونفت مصادر معنية ان يكون موقف ميقاتي رسالة حسن نية لـ”التيار الوطني الحر” حول ملف لطالما شكل محل خلاف بين عون وميقاتي.
خطورة الموقف عكسها ايضا وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار عندما قال”لم يقف لبنان أمام هذه الأزمة مكتوف الأيدي. فأستقبل النازحين إليه منذ اليوم الأول، ومن دون قيود، وأصبحوا متواجدين في معظم المدن والقرى اللبنانية، منهم في مخيّمات، والعدد الأكبر منهم منتشر في الأحياء والأبنية السكنية. فوصلت كثافة السكان إلى 650 نسمة في الكيلومتر المربّع الواحد، وهي من أعلى النسب في العالم.