لا نتائج مسبقة.. “الحجر الاعلامي” مطلوب على”التغييريين”

22 يونيو 2022
لا نتائج مسبقة.. “الحجر الاعلامي” مطلوب على”التغييريين”


من حسنات المسار الديموقراطي في النظام اللبناني أنه يتيح تفاعل الافكار والاقتراحات وصولا الى اختيار الافضل. ولكن من سيئات هذا المسار، أنه سمح لبعض هواة السياسة، تحت شعار التغيير، بتقديم “اقتراحات ولاّدية” تشكل تطاولا على المقامات الدستورية، وكأن العمل السياسي بات “سكوب اعلامي”، فلم يعد هذا البعض يميز بين “الاطلالة على الهوا وأكل الهوا”.
ففي مرحلة من أخطر وادق المراحل التي يمر بها لبنان، وعشية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، وفيما يستمر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في صمته “بانتظار ما سيقرره السادة النواب”، وفق ما جاء في بيان مكتبه قبل يومين، كان لافتا دخول اسم السفير اللبناني السابق نواف سلام كمرشح جدي لرئاسة الحكومة، عبر ترشيحه من قبل بعض الكتل، مما يدخل عنصر المنافسة  على هذا الاستحقاق وقد يشكل بداية رسم لخريطة سياسية جديدة على الساحة اللبنانية. 
في مقابل هذه النمطية الجدية، يحاول بعض “نواب التغيير” ممن بهرتهم الاضواء والامكانات ” ادخال نمطية جديدة” لا تميز بين العمل النيابي الجدي والتسالي، ما سيسقط هؤلاء سريعا من حسابات الجميع وحتى مَن انتخبوهم وعقدوا الامال على امكان بدء “التغيير الحقيقي” من خلالهم.
بمجرد طرح بعض “هؤلاء النواب التغييريين” اسماء “هواة الصخب الاعلامي على الشاشات” او اسماء مغمورة لم يسمع بها احد لتولي رئاسة الحكومة، يصبح لزاما وبشكل فوري “الحجر  الاعلامي على هؤلاء التغييريين” لمنعهم من المضي في العبث بموقع رئاسة الحكومة. كما يصبح لزاما على  من يتحلى من النواب التغييريين بالرصانة والجدية، حسم خيار الابتعاد فورا عن هؤلاء “الطفيليين والهواة”، حتى لا يؤخذوا بجريرتهم.
ليتوقف هذا التهريج فالمقامات الدستورية ليست ألعوبة في يد “حاملي الشانيل” او “من يدوسون على رقاب الاقربين قبل الابعدين بحجة ان هذه عادات الضيعة في الاستقبال”.
غدا يوم الاستشارات وسيتحدد اسم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديد لينطلق مشوار جديد في مسار التأليف لا افق واضحا لنهايته بعد.