يعمل الحزب “التقدمي الاشتراكي” على اعادة ترسيخ حضوره السياسي الذي كان فقد جزءًا اساسيا منه خلال السنوات الماضية، خصوصاً أن فكرة حصوله على كتلة نيابية تمكّنه من أن يكون يكون “بيضة القبّان” في المجلس النيابي تراجعت خلال المرحلة الفائتة الا أنه استعادها بقدر معيّن في الانتخابات النيابية الاخيرة، لذلك فهو يعمل على مراجعة الواقع السياسي اللبناني.
يسعى “الاشتراكي” للحصول على القدر الأكبر من المكتسبات السياسية مستفيداً من قدرته على ترجيح كفّة القوى السياسية وحصولها بالتالي على الاكثرية في حال اصطفافه الى جانب أي فريق في ظلّ الانقسام السياسي الكبير في لبنان، لذلك يضغط “الاشتراكي” في مطالبه في كل الاستحقاقات الدستورية.اثبت “الحزب التقدمي الاشتراكي” قدرته خلال انتخابات رئاسة مجلس النواب حيث استطاع ايصال الرئيس نبيه برّي، حليفه الاساسي، الى موقع رئاسة المجلس من الدورة الاولى بعد ان حصل على 65 صوتاً من دون الحاجة الى “التيار الوطني الحر”، وكذلك فعل داخل اللجان حيث قام بمجموعة تسويات متنقلة للحصول على حصة وازنة.
“يعمل الاشتراكي” اليوم على تحسين ظروفه في الحكومة المقبلة، فبحسب مصادر مطلعة فإنّ “الاشتراكي” لم يُسمِّ الرئيس نجيب ميقاتي رغم علمه بأنه سيفوز بالتكليف وذلك لأنه، وبحسب المصادر، يرغب بترتيب تسوية ما مع ميقاتي حول واقع الحكومة الجديدة كي يقرر اعطاء الحكومة الثقة لعلمه بأن التوازنات الحالية لن تؤدي الى حصول أي حكومة على الثقة، وانطلاقاً من هذه القناعة فهو يسعى الى تحقيق بعض المطالب.يعتبر “الحزب التقدمي الاشتراكي” ان من حقه الحصول على كامل الحصة الدرزية من دون ان يشاركه فيها احد لا سيما وانه قد فاز بالغالبية العظمى للمقاعد النيابية الدرزية، الامر الذي يبدو انه سيكون احد المطالب الاساسية في اي حكومة مقبلة يتعهّد الاشتراكي بمنحها الثقة، لكنّ ذلك قد يصطدم بعقبات من “التيار الوطني الحر” وربما من “العهد” بأكمله.في كل الاحوال يعيد “التقدمي الاشتراكي” تثبيت معادلة القبّان التي كان يمثلها لسنوات طويلة في السابق، اذ بات اليوم حاجة نسبية لجميع الفرقاء السياسيين من دون استثناء. هذه العصا السحرية لو احسن “الاشتراكي” استخدامها سيؤدي الى حصوله على واقع جيد في الادارات العامة وعلى مكتسبات سياسية داخل المؤسسات الدستورية الاساسية في لبنان.