زارت سفيرة ايطاليا في لبنان نيكوليتا بومباردييري، يرافقها وزيرا الطاقة والمياه والبيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور وليد فياض والدكتور ناصر ياسين ومديرة برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP في لبنان ميلاني هاونشتاين، محطة تكرير مياه الصرف الصحي في زحلة لتوقيع مشروع صيانة وتشغيل المحطة الذي سيتولى تنفيذه برنامج الامم المتحدة الانمائي بتمويل على شكل هبة من الحكومة الايطالية بقيمة 4 ملايين يورو. يمتد المشروع على سنتين تمهيدا لتسليم المحطة الى السلطات اللبنانية.
وبعد خلوة جمعت الحضور الرسمي، استهل حفل التوقيع بكلمة لبومباردييري اشارت فيها الى “التأثير الايجابي لحماية الصحة والبيئة”. وقالت: “نحن فخورون بهذا الاستثمار الإيطالي، وتبقى الصحة والبيئة من أهم أولويات السياسة الانمائية الإيطالية. ونحن ايضا على يقين في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان، بضرورة الحفاظ على عمل هذه المنشأة. ومن أجل القيام بذلك، نحتاج إلى التأكد من أن كل جهة معنية تفي بالتزاماتها (اللجنة التوجيهية). ونعوّل على حس المسؤولية لكل الجهات المعنية بالمشروع”.
أضافت: “يشكل هذا المشروع اختبارا للشراكة في العمل. شراكة بين الجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والعديد من مؤسسات الدولة، لنثبت قدرتنا على مواجهة تحد هام في قطاع بالغ الأهمية، والعمل معا لحماية خدمة عامة أساسية على المدى القصير وفي الوقت عينه لإصلاح قطاع المياه بأكمله”.هاونشتاينبدورها، لفتت هاونشتاين الى أن “قبول برنامج الأمم المتحدة الانمائي إدارة هذا المشروع، والاشراف على تشغيل وصيانة هذه المحطة في السنتين المقبلتين هو طريقة جديدة لتوفير الخدمات الانمائية”. أضافت: “نحن على يقين بأن هذا المشروع يشكل فرصة رائدة وخير نموذج للآخرين لكي يتم اتباعه في المستقبل. عندما يتم تشغيل هذا المشروع يمكن إضافة مشاريع اخرى في المستقبل كجودة المياه المعالجة بطريقة يمكن ان تستخدم في الري. ونحن نعرف جيدا بأن الري مهم جدا في هذه المنطقة من لبنان. ويعتبر هذا المشروع نموذجا قوياً عن كيف يمكن للبنان ان يتأقلم مع التغير المناخي”.
ياسينمن جهته، شكر وزير البيئة الحكومة الإيطالية وبرنامج الامم المتحدة للتمويل وادارة هذه المحطة، مشيرا الى أن “مشروع إدارة هذه المنشأة الحيوية هو جزء من العمل الذي تقوم به الحكومة لإنقاذ نهر الليطاني الحيوي الذي يغطي مناطق واسعة، وان الحكومة تعمل جاهدة من اجل دعم هذه المنطقة المؤهلة لزراعة القمح والحبوب وبخاصة في البقاعين الاوسط والغربي”. وقال: “يجب ان نعمل بكل جهد لتأمين الزراعة المناسبة في البقاع، وهذا المشروع سيستكمل بالتعاون مع السفارة الايطالية في مشروع محطة الصرف الصحي في عنجر بالتعاون مع البنك الدولي”. وأوضح أن “العمل جار من اجل تأمين “نشافة” dryer لمعالجة الترسبات او الوحول الناتجة عن معالجة المياه المبتذلة من اجل استخدامها اما كسماد او عبر معالجة مائية، بحسب ما تشير اليه الدراسات التقنية”.فياض أما وزير الطاقة فقال: “هذا المشروع المطروح هو مشروع استمراية إدارة محطة تكرير او معالجة الصرف الصحي في زحلة، وهي من المحطات الاستراتيحية في لبنان لانها تساهم بأن تبقى الزراعة مستدامة وتبقى الحياة شريفة في هذه المنطقة. بهذا الإطار دعم الاسرة الدولية وتحديدا الحكومة الايطالية وال undp مرحب بهما، ونحن شاكرون لهم”.أضاف: “حجم هذا العقد 4 ملايين دولار لإدارة هذه المحطة لمدة سنتين، ويبقى النجاح بهذه المهمة مقروناً بتأمين الكهرباء، وهي بحاجة لاستمرارية حوالي 24 ساعة. لذلك سنبحث عن حلول موضوعية انما الحل الرئيسي يكمن في تنفيذ خطة الكهرباء التي وضعتها وزارة الطاقة الواضحة”. التوقيع بعد ذلك، وقعت السفيرة الايطالية ومنظمة الامم المتحدة عقد التشغيل، بحضور فياض وياسين وممثل رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل انطوان الأشقر. بيان وأشار بيان للسفارة الايطالية الى أن “الهدف العام لمشروع معالجة مياه الصرف الصحي لمدينة زحلة يكمن في تحسين خدمات الصرف الصحي لقضاء زحلة (مدينة زحلة وقريتا قاع الريم وحزرتا)، على أن يتم في الوقت ذاته الحد من الأثر البيئي المرتبط بإنتاج مياه الصرف الصحي بفعل الاستهلاك على المستويين البشري والتجاري، رامياً بذلك إلى تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (المياه النظيفة والنظافة الصحية) والهدف التاسع (إقامة بنية تحتية قادرة على الصمود) والهدف الرابع عشر (منع التلوث البحري والحد منه بدرجة كبيرة).كما يهدف المشروع تحديداً إلى القضاء على التلوث في نهري الليطاني والبردوني، واللذين يشكلان مواقع سياحية مع وجود العديد من المطاعم وأنشطة الاستجمام التي ينبغي أن تستفيد من المياه النظيفة. ويبلغ عدد المستفيدين من المشروع فعلياً 205,000 نسمة تقريباً، وصولاً إلى 300,000 نسمة بحلول العام 2030، وهم يعيشون في نطاق بلدية زحلة وقريتي قاع الريم وحزرتا وقرى أخرى في البقاع الأوسط.وكانت الحكومة الإيطالية قد موَّلت المشروع أساساً في العام 2005 من خلال قرض ميسَّر بقيمة 22 مليون يورو.أما بناء المشروع، فقد أسنده مجلس الإنماء والإعمار إلى الشركة الإيطالية Suez Trattamento Acque spa، وهي إحدى الشركات الدولية الرائدة في القطاع، مع الإشارة إلى أن مرحلة تشغيل المشروع وصيانته بدأت في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2017.وجرى حتى تاريخه معالجة ما مجموعه 30 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي بمعدل دفق 20.000 متر مكعب يومياً في ظل مستوى جيد من المعالجة، وفقاً للمعايير الدولية ونتائج مخبرية مرضية للنفايات السائلة.وترغب الحكومة الإيطالية حالياً في توفير تمويل إضافي، إذ ستساهم بتقديم هبة قدرها 4 ملايين يورو إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف ضمان تشغيل المعمل وصيانته والإشراف عليه وإدارته، مع الأخذ بالاعتبار الأزمة المالية والاقتصادية التي تضرب لبنان في الوقت الحاضر.ومن شأن هذه المساهمة الجديدة أن تدعم استمرار المشروع لسنتين إضافيتين، بما يرمي إلى الحفاظ على البيئة وتعزيز الظروف الصحية والإصحاحية للسكان ضمن المنطقة.ومن المهم للغاية أن يقوم جميع الشركاء المعنيين، بما في ذلك المؤسسات والسلطات المحلية، باتخاذ كل الإجراءات الضرورية من أجل ضمان نجاح استدامة المشروع، في ما يتعلق باستمرار التغذية بالكهرباء والديزل (في حال الانقطاع)، والتخلص من الرواسب وتوافر الموارد البشرية والمادية.وبالإضافة إلى مشروع زحلة، ينشط التعاون الإيطالي في مشاريع أخرى تتعلق بقطاع معالجة مياه الصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد، وتحديداً في: جبيل حيث ثمة مشروع قيد البناء، وعنجر وحراجل ومشمش حيث جرى إسناد المشاريع إلى مقاولين، ناهيك عن مشاريع أخرى مخطط لها في جباع وبنت جبيل وبخعون وحاصبيا والهرمل. ومن المنتظر أن يبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين الذين تستهدفهم كل هذه المشاريع 700.000 نسمة تقريباً.ويصل إجمالي التمويل الذي يقدمه التعاون الإيطالي إلى مشاريع المياه ومياه الصرف الصحي في لبنان إلى 180 مليون يورو”.