لبنان ينتظر جواب هوكشتاين ومعلومات عن تمسكه باقتراحه الخط المتعرّج

27 يونيو 2022
لبنان ينتظر جواب هوكشتاين ومعلومات عن تمسكه باقتراحه الخط المتعرّج


بقي لبنان بإنتظار عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بالرد الاسرائيلي المنتظر، والذي عبرت عنه وزيرة الطاقة الاسرائيلية ولو تلميحاً بانه غير سلبي.اضافة الى اجواء اللقاء الذي اجراه هوكشتين مع وفد اسرائيلي عبر وسائل التواصل لمعرفة الرد الاسرائيلي على مقترحات لبنان بشان خط الحدود البحرية. ووفقاً لوكالة «رويترز» ، فإن المفاوضين الاسرائيليين «أعربوا عن أملهم في أن يتمّ حل القضية قريباً».

لكن المصادر اشارت الى ان موعد زيارة هوكشتين الى بيروت غير معروف، لأنه سيكون عضواً في الوفد المرافق للرئيس الاميركي جو بايدن في المنطقة، حيث يزور السعودية (في 15 و16 تموز المقبل) لحضور قمة تجمعه مع قادة دول عربية في الرياض، واسرائيل(في 13 تموز)، والضفة الغربية لفلسطين المحتلة.وكتبت ” الاخبار”:أكّدت مصادر عربية في الولايات المتحدة أن المسؤولين الأميركيين يبدون اهتماماً كبيراً بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. لكنها أشارت الى «تقييم سلبي» للزيارة الأخيرة التي قام بها الوسيط الأميركي في المفاوضات عاموس كوهشتين، إذ إنه «لم يعد بموقف لبناني رسمي مكتوب، وهذا يعقّد المفاوضات». غير أنها أكّدت وجود حرص أميركي على عدم حدوث أي تصعيد عسكري بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
وبحسب المعلومات، فإن الجانب الأميركي لا يزال يصر على «خط الـ 23 المتعرج» الذي اقترحه هوكشتين في زيارته لبيروت في شباط الماضي، باعتبار أن «هناك إمكانية لتسويقه مع الإسرائيليين». كما أن الأميركيين «يصرّون على أنهم لم يسمعوا من المسؤولين الرسميين اللبنانيين كلاماً مباشراً عن مقايضة بين حقلَي قانا وكاريش، بل سمعوا بذلك من مواقع غير رسمية»، في إشارة الى تصريحات النائب جبران باسيل. وفي هذا السياق، يحمّل المعنيون بالملف في الإدارة الأميركية باسيل مسؤولية تعطيل «ملفات كثيرة؛ من بينها ملف الترسيم». وقد زادت حدة الموقف الأميركي من رئيس التيار الوطني الحر، بحسب المصادر نفسها، «بعد الانتخابات النيابية وتمكّن باسيل من المحافظة على كتلة وازنة في المجلس النيابي والتأثير على تشكيل الحكومات ومن أداء دور في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
المصادر أكّدت أن الجانب الأميركي «مهتم بمعرفة حقيقة موقف حزب الله من ملف ترسيم الحدود. وعندما كان هوكشتين في بيروت، أثار الأمر مع أحد الرؤساء فقط وليس معهم جميعاً. وهو تعمّد التحذير من أن التصعيد العسكري من جانب حزب الله سيدفع المنطقة الى حرب واسعة»، كما أنه استفسر عن «جدية التهديدات التي أطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله». ونقل عن هوكشتين تأكيده للمرجع الرئاسي نفسه أن «أميركا تريد حلاً، لكنها غير قادرة على أن تفرض أمراً على إسرائيل. وهو سمع في المقابل أن لبنان غير قادر على تقديم تسهيلات إضافية، وأن المقاومة ستقوم بدورها في حال قرر العدو تجاهل مصالح لبنان والمبادرة الى أعمال استخراج تهدد حقوق لبنان النفطية والغازية».
تجدر الإشارة الى أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا موجودة الآن في الولايات المتحدة، وقد أبلغت متصلين بها أنها ستعود الثلاثاء المقبل وستحاول الحصول على أجوبة أولية حول طريقة تعامل الحكومة الأميركية مع ملف استجرار الطاقة من مصر والأردن، وحول أصداء المناقشات الخاصة بمشروع ترسيم الحدود. ولفتت المصادر الى أن شيا نقلت عن هوكشتين تأييد أميركا لربط أي خطة تتعلق بالكهرباء في لبنان ببرنامج العمل مع صندوق النقد الدولي.وكتبت” نداء الوطن”: في نهاية الأسبوع، أشاع المسؤولون الإسرائيليون “أجواء إيجابية” تؤكد الاتجاه إلى “تبريد” أرضية الترسيم والاستعداد لمناقشة الطروحات اللبنانية والتأسيس عليها، بغية التوصل “إلى حل القضية في المستقبل القريب” كما أملت وزارة الطاقة الإسرائيلية إثر اجتماع مفاوضين إسرائيليين مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عبر تقنية “الفيديو كونفرنس”، موضحةً أنّ الاجتماع تخلله نقاش في “التوجهات البناءة للمضي قدماً في المفاوضات” في ضوء المستجدات التي نقلها هوكشتاين إثر زيارته الأخيرة للبنان. وفي هذا السياق، توقعت مصادر مواكبة للملف أن تسفر الاتصالات المكوكية التي يقوم بها الوسيط الأميركي بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي عن “إعادة إحياء طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة خلال الفترة المقبلة”، مع إشارتها إلى أنّ استئناف المفاوضات سينطلق هذه المرة “من إحداثيات الخط 23 باعتباره السقف الأعلى لمطالب لبنان الحدودية”. ونقلت المصادر معطيات تفيد بأنّ “الإدارة الأميركية عازمة على التوصل إلى اتفاق حدودي بين لبنان وإسرائيل، بالتوازي مع وجود إرادة دولية وإقليمية مهتمّة بنزع فتائل أي انفجار محتمل في المنطقة، إدراكاً بأنّ خطر اشتعال جبهة لبنان الجنوبية لن تبقى تداعياته محصورة بهذه الجبهة بل ستكون له انعكاسات وامتدادات تهدد أكثر من ساحة إقليمية”، ومن هذا المنطلق فإن الاتجاه الأرجح بحسب المصادر هو أن تؤدي الجهود الأميركية الراهنة إلى تعبيد الطريق نحو “العودة السريعة إلى مفاوضات الناقورة لمحاولة إيجاد السبل الآيلة إلى تبديد الخلافات التقنية التي لا زالت تحول دون حل النزاع الحدودي اللبناني والإسرائيلي، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى التوقيع على خرائط الترسيم النهائية بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة”.