مسار “مد اليد” للتأليف الحكومي إنطلق.. والراعي يمنح ميقاتي اسنادا مسيحيا قويا

27 يونيو 2022آخر تحديث :
مسار “مد اليد” للتأليف الحكومي إنطلق.. والراعي يمنح ميقاتي اسنادا مسيحيا قويا


اذا كانت الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي بعد ظهر اليوم وقبل ظهر غد في مجلس النواب ستستهلك في معظمها للظهور الدعائي والإعلامي للكتل امام قواعدها اكثر من أي هدف جدي آخر، فان المعطيات الموثوقة تفيد بان ميقاتي شرع عمليا في الاستشارات الجدية وانه سيصعّد وتيرتها تباعا بحيث من المقرر ان يخصص هذا الأسبوع بكامله لـ”ضرب حديد” الاستشارات وهي حامية عل الرئيس المكلف يحقق رقما قياسيا في انجاز مسودة تشكيلته مطلع الأسبوع المقبل، وفق ما كتبت” النهار”.

اضافت: ولكن اتجاه ميقاتي الى اختصار زمن التأليف نظرا الى ضيق المهل الذي يحاصر مهمته عند مشارف الأشهر الأربعة الأخيرة من عهد الرئيس ميشال عون لا يعني اطلاقا ان طريقه معبد بالزهور، بل ان المشقات والمطبات وحتى الألغام تزرع هذه الرحلة الشاقة التي بدت تعقيداتها اول ما تبدت من النسبة الضئيلة المحدودة قياسيا لنسبة النواب الذين صوتوا لتكليف ميقاتي في مقابل نسبة عالية قياسية لم تسم أي مرشح او سمت مرشحين اخرين. وعشية بدء أسبوع الاستشارات بشقيها العلني والضمني، بدا واضحا ان شيئا لم يطرأ على خريطة الفرز السياسي والنيابي الذي عكسته عملية تكليف ميقاتي بما يعني ان كفة تأييد الانخراط في الحكومة العتيدة تبقى راجحة ومختلة الى جانب الثنائي الشيعي و8 اذار وعدد من النواب المستقلين، فيما باتت مروحة القوى غير الراغبة في المشاركة في الحكومة تتسع لكل من “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي والنواب التغييرين على الأرجح بالاضافة الى نواب مستقلين يدورون أساسا في فلك 14 اذار. اما “التيار الوطني الحر” فانه من الناحية المبدئية معارض لوصول ميقاتي الا اذا استعيدت تجربة عدم إعطاء ميقاتي التفويض بالتكليف تمهيدا للمقايضة والصفقة لاحقا عبر التاليف الذي يطرح حياله التيار شروطه ولو نفى ذلك تكرارا.
 
بهذه اللوحة تفيد المعطيات ان ميقاتي لن يمضي الى تكريس صورة أحادية الجانب بهذا الشكل المؤذي لحكومته عند أبواب استحقاقات من الطراز المصيري الحاسم مثل استكمال أولوية المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومن ثم الانخراط في الاستعدادات للاستحقاق الأكبر المتمثل بانتخابات رئاسة الجمهورية الامر الذي يوجب صورة حكومة لا ترتسم حولها الشكوك والطعون والتساؤلات الداخلية والخارجية. وهذا ما سيملي وفق المعطيات على ميقاتي الاستعجال في وضع تشكيلة حكومية تكون صورة متطورة عن حكومة تصريف الاعمال مع سعيه بالقدر الأقصى الى تحقيق توازن سياسي عريض من ضمنها.ويقول الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأنه سيمد يده لجميع الكتل النيابية والنواب “التغييريين” والمستقلين من دون استثناء احد منهم. وسيستمع الى مواقفهم اولا في الاستشارات النيابية ولو كانت تحمل عنوان “غير الملزمة” حيث سيصغي لهم بأيجابية. وينطلق من مسألة ان الحكومة المنتظرة عمرها مئة يوم، ولذلك يستعجل تأليفها وإطلاق عجلاتها في اتجاه المواضيع والملفات الملحة التي تعالجها حكومة تصريف الأعمال. ولا يعني هنا بأن لا فائدة من وجود حكومة. ويبقى هدفه هو الحصول على ثقة البرلمان. وسيتم الاستماع بعناية الى كل ما ستقوله الكتل التي لم تسمه وفي مقدمها “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية” و”اللقاء الديموقراطي”. ويتوقع سلفاً ان يكون سقف المطالب عالية. وسيضع الجميع امام مسؤولياتهم وخصوصا في هذا التوقيت.

ولعل التطور الأبرز الذي سجل ضمنا ومباشرة حيال الملف الحكومي جاء امس من بكركي حيث شكل موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مهمة ميقاتي اسنادا مسيحيا قويا بدا من خلاله الراعي، وفي غضون أيام قليلة بعد التكليف، كأنه يعوض برافعة بكركي الدعم المسيحي الذي افتقده ميقاتي من خلال امتناع كتلتي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” عن تسميته او تسمية أي مرشح اخر لتشكيل الحكومة. واتخذ هذا الموقف دلالات بارزة اذ قال الراعي بصراحة “كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، فئات نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، ولا سيما أن الاستشارات إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية. في كل حال نتوجه بالتهنئة لدولة الرئيس نجيب ميقاتي لإعادة تكليفه. وندعو له بالتوفيق. إنا من جديد نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد. وفي هذا الإطار، نناشد جميع الأطراف أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف بعيدا من شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.