الحكومة والرئاسة تتعرجان وفق الخط 23

28 يونيو 2022آخر تحديث :
الحكومة والرئاسة تتعرجان وفق الخط 23

إنطلقت الاستشارات النيابية غير الملزمة أمس على أن تستكمل اليوم مع الكتل وفق المواعيد المحددة، والتي سيعدّل بنتيجتها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي التشكيلة الجاهزة في جعبته مع تأكيد مصادره أنه يستمع الى الجميع، ويأخذ في الاعتبار كل الآراء والملاحظات، ويسعى بجدية الى تأليف حكومة جامعة تضم كل الأطياف لأنه ربما ستقع على عاتقها ادارة البلاد وستناط بها صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الفراغ الرئاسي، كما أنها ستكون تحت مجهر الدول المانحة وصندوق النقد الدولي.

وفي حين أشارت أوساط ميقاتي الى أنه سيركب في قطار التشكيل السريع نحو بعبدا، خلال مدة لا تتعدى الأسبوع، ليعرض حكومته على رئيس الجمهورية بحيث من المتوقع رفضها لأنها لا تلبي طموحات النائب جبران باسيل، فإن الدفة تميل لصالح عدم التشكيل والاستمرار في حكومة تصريف الأعمال لأنها أهون الشرّين مع تعديلات في بعض الوزارات في الفترة القليلة المتبقية قبل الاستحقاق الرئاسي وسط تخوف الرئيس المكلف من الوقوع في فخ التعديلات التي قد لا تنتهي. وبالتالي، في حال تعقد مسار التأليف، فإن ميقاتي ليس على استعداد للاستمرار في هذا المسار لفترة طويلة لأن ليس لديه ترف الوقت، ويريد العودة الى حكومة تصريف الأعمال لانجاز ما يمكن انجازه خصوصاً أنه سبق وألمح إلى إمكان دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد إذا استدعت الضرورة.

وإذا كانت المعطيات تتحدث عن ايجابية في التأليف خصوصاً اذا صدقت الوعود بالتسهيل وعدم العرقلة، فإن المراقبين وضعوا مشهد الاستشارات غير الملزمة واستمزاج آراء النواب في اطار المشهد المسرحي، الفولكلوري لا أكثر ولا أقل، اذ لا يقدم ولا يؤخر لأن العين باصرة ويد التشكيل قاصرة في ظل التعقيدات غير المتناهية.

وفي المرحلة المحروقة بملفاتها السياسية والوطنية والسيادية الى ما بعد نهاية العهد، ووسط الضبابية الحكومية التي من المتوقع أن تنكشف معالمها، ويتبين خيطها الأبيض من الأسود خلال أسبوع، تتحدث معلومات عن أن كل الاستحقاقات إن كان على صعيد تأليف الحكومة أو انتخاب رئيس جديد للجمهورية مرتبطة بملف الترسيم البحري بحيث أنه على الرغم من أن هذه الملفات تبدو من حيث الشكل داخلية ولبنانية مئة في المئة إلا أن مسار التفاوض يشكل عامل ضغط على المسؤولين لناحية التعاطي الدولي مع لبنان والمساعدات المنتظرة لبدء التعافي، وبالتالي، في حال تعقد ملف الترسيم ستتعقد الاستحقاقات.

وفي هذا الاطار، يتوقع المسؤولون في لبنان أن يحصلوا على رد من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال اليومين المقبلين حول الموقف الإسرائيلي من الطرح اللبناني، إلا أن مصدراً معنياً بالملف أكد لـ “لبنان الكبير” أن الجانب اللبناني لم يبلغ رسمياً بعد الموقف الاسرائيلي، لكن المعلومات تشير الى أن الاسرائيليين لم يقبلوا الاقتراح اللبناني كما هو مئة في المئة بل يريدون الخط 23 متعرجاً، ولبنان لن يقبل بذلك بحيث ستعود لجنة التفاوض الى الناقورة لاجراء مفاوضات غير مباشرة. وقال: “لم نرجع الى المربع الأول في التفاوض لأن الجانب الاسرائيلي ارتضى أن يكون حقل قانا كاملاً للبنان انما يريد الخط المتعرج الذي ينتهي عند الحرف H حسب الخريطة بمعنى أنه يريد الحصول على قسم من البلوك رقم 8 لتمرير الأنابيب”.

وشدد على أن “الأميركيين والأوروبيين يصرون على ترسيم الحدود ليس من أجلنا بل لمصلحتهم لأنهم في حاجة الى الغاز قبل موسم الشتاء. لبنان سيطالب في التفاوض بخط 23 كاملاً من دون أن يتنازل عن أي جزء لاسرائيل من البلوك 8. وفي النتيجة سيتم الاتفاق، لكن التخوف من أن لا يحصل أي انجاز مهم في هذا الشأن خلال الأشهر المتبقية من عمر العهد، وهذا السيناريو الأقرب الى الواقع. وفي حال الوصول الى حائط مسدود في الترسيم سيتم تعديل المرسوم 6433 والمطالبة بالخط 29 ما يعني الذهاب الى التصعيد لكن لا مصلحة لأحد به”.

الطبخة النهائية: رئيس توافقي غير استفزازي

وعلى مقلب انتخاب رئيس الجمهورية الذي بات الشغل الشاغل للقوى السياسية التي بدأت في رحلة البحث عن اسم رئاسي في الرمال السياسية المتحركة، أكد مصدر متابع لـ “لبنان الكبير” أن الرئيس المقبل لن يكون رئيس تحد أو استفزازياً انما توافقي، ويحظى بقبول أميركي وايراني، وفرنسا يمكن أن تكون بيضة القبان في هذا الاستحقاق. وبالتالي، الناخب الأساس في الانتخابات الرئاسية ليس لبنان انما واشنطن وطهران، وهذا ليس بجديد، اذ أن رئيس لبنان منذ الاستقلال الى الآن ليس منتخباً من الداخل انما من الخارج.

ولفت الى أن هناك أسماء تطرح في الكواليس الديبلوماسية غير المطروحة حالياً. اليوم يطرحون اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، وكل اللبنانيين يقبلون به لأنه أثبت نجاحاً في ادارة المؤسسة العسكرية في أصعب الظروف، لكن الخوف من طرح اسمه الآن أن يكون تمهيداً لحرقه خصوصاً أن انتخاب رئيس في لبنان يتم في اللحظة الأخيرة وليس في اليوم الأخير. وليس مستبعداً أن يطرح اسم في اللحظات الأخيرة يفاجئ اللبنانيين اذ أن الطبخة الرئاسية النهائية تتم بتأن وصمت في الكواليس.

وفي وقت أعلنت الدول المعنية باستقرار لبنان وعلى رأسها فرنسا أنها لن تتسامح مع من يعوق إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، كما حضّت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، المسؤولين على تشكيل حكومة تحاكي طموحات الشعب اللبناني وتنفذ الاصلاحات المطلوبة، تردّدت معلومات عن رسالة فرنسية جديدة في طريقها الى لبنان يحملها المكلّف تنفيذ مقرّرات مؤتمر “سيدر واحد” بيار دوكان الى بيروت، إلا أن المراجع أكدت أن لا موعد رسمياً محدداً للزيارة.

وقال رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون في برقية شكر وجهها الى رئيس الجمهورية ميشال عون رداً على برقية التهنئة التي كان وجهها اليه لمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية الفرنسية: “فرنسا متعلقة بصورة مميزة وخاصة بروابط الأخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر لبنان الكبير