كتب فادي عيد في” الديار”: الحراك الديبلوماسي تجاه لبنان، يحمل أكثر من عنوان في هذه المرحلة، بحيث تصبّ زيارة وفد الجامعة العربية لمتابعة الملف اللبناني عن قرب، بعد الخلافات الأخيرة بين هذا البلد ودول الخليج منذ إطلاق المبادرة الكويتية، وصولاً إلى ما واكبها آنذاك من أكثر من محطة، إضافة إلى أن المعلومات، تشير إلى أن الوفد سيستطلع الواقع اللبناني عن كثب، خصوصاً بعدما سجّلوا ارتياحهم لحصول الإنتخابات النيابية، مما يفتح الطريق أمام تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، ولهذه الغاية، فإن الوفد العربي سيؤكد على ضرورة استكمال لبنان لاستحقاقاته الدستورية، ومن الطبيعي متابعة المبادرة الخليجية والعربية، التي حملها معه آنذاك وزير الخارجية الكويتي محمد ناصر الصباح إلى بيروت، إضافة إلى أن الوفد سيطّلع على ما يعانيه لبنان من أزمات إقتصادية واجتماعية ومعيشية، على أن تكون القمة العربية التي ستعقد في الجزائر أساسية لدعم لبنان، الذي سيكون بنداً رئيسياً على جدول أعمالها، والأمر عينه لمؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، إصافة إلى متابعة مستمرة لكل ما يحيط بالملف اللبناني بصلة.
أما على الصعيد الغربي، تابعت المصادر نفسها، فإن ما تقوم به الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا تحديداً، يتماهى إلى حدٍ كبير مع زيارة وفد الجامعة العربية، وصولاً إلى ما سبق ذلك من تحرّكات، بمعنى أن هناك نظرة متقاربة في تشخيص الواقع اللبناني من مختلف جوانبه، في وقت أن الدور الفرنسي يعتبر الأكثر ليونة من واشنطن وبعض الدول العربية، في نظرة باريس للشأن اللبناني الداخلي وخصوصيته وحساسيته عبر المندرجات الطائفية والمذهبية وسواها، باعتبار أن الفرنسيين هم الأكثر إلماماً بهذه الأجواء.
وعلى خط موازٍ، تؤكد المصادر عينها، أن الإستحقاقات الداخلية، لا سيما بعدما قدّم الرئيس المكلّف تشكيلته الوزارية لرئيس الجمهورية، وما أعقبها من تصعيد إلى ملفات أخرى، لن تتبلور أو تتّضح معالمها إلا إلى حين انقشاع الصورة بعد هذه الحركة العربية والدولية، وما سيعود به وفد الجامعة العربية وسواه من معلومات ومعطيات بعد هذه الجولات الإستطلاعية، إذ يبدو أن هناك رغبة دولية، بأن مساعدة لبنان لن تُنجَز أو تتم خلال الفترة المتبقية لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وفي موازاة ذلك هناك ترقّب آخر لاستحقاقات ومؤتمرات وقمم خليجية وعربية، إلى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الخليج ومشاركته في القمة التي ستعقد، وعندها قد يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الشأن الداخلي، بحيث سيكون لبنان حاضراً في كل هذه الإستحقاقات العربية والخليجية والدولية، وخلال المباحثات التي سيجريها بايدن مع كبار المسؤولين في الخليج.
لذا، من الصعوبة بمكان أن تتشكّل حكومة جديدة، أو يقبل رئيس الجمهورية بالتشكيلة التي قدّمها له ميقاتي، على اعتبار أن الجميع يترقّب مشهدية المنطقة، على خلفية أن كل هذه الإستحقاقات الإقليمية والدولية، وكل ما يجري في الإقليم من حراك، يوحي بأن الصورة ستنجلي، إن على صعيد الإستحقاق الرئاسي أو سائر القضايا الأخرى.