“لا لحوم فاسدة في لبنان، وانمّا لحوم غير مستوفاة لشروط التبريد”، هكذا يختصر أمين سر نقابة تجار اللحوم في لبنان خليل نعمة، حقيقة ما يحصل في سوق اللحوم بعد تسجيل حالات تسمم في مناطق عدة جراء تناول لحوم فاسدة.
ماذا يأكل اللبناني؟، يجيب نعمة في حديث لـ”لبنان 24” أنّ كل اللحوم التي تدخل الى لبنان من الخارج، يتم فحصها بشروط قاسية في أكثر من مختبر، ولا يتم توزيعها الا بعد استيفائها الشروط الصحية كاملة، سواء كانت لحمة هندية او برازيلية او أي نوع اخر يدخل الى السوق المحلي.
مؤلم ما يعيشه اللبناني على مستوى التهديد الصحي الذي يواجهه في ظرف استثنائي، تغرق فيه بعض القطاعات في الفساد، وخصوصاً لجهة استغلال بعض التجار والملاحم الازمة الاقتصادية لتمرير اللحوم الفاسدة وبيعها للمواطن، مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات صحية خطيرة. يؤكد خليل انّ عملهم “شرعي” والمشكلة اليوم في سوق التبريد ببساطة، ويقول: “المؤكد انّ انقطاع الكهرباء عن اللحمة وإعادة استهلاكها تؤدي الى المشكلة، وليس استيراد اللحوم”.
لحوم مطابقة
من الناحية الصحية، ما هي فترة التخزين التي يمكن للحوم تحملها كي لا تتحول الى فاسدة سواء في البرادات او الثلاجات، واي اضرار صحية تنتج عن تناول لحوم غير سليمة؟. يجيب الطبيب والاخصائي في امراض الرئة دكتور باسم جمعة في حديث لــ”لبنان 24″ معتبراً انّه يجب معرفة كيف تم تجليد اللحمة اولا لمعرفة المدة التي تتحملها من دون كهرباء. فاللحمة المبردة في البرادات يمكن ان تتحمل لـ4 أيام في حال لم تنقطع عنها الكهرباء على الاطلاق، بينما اذا كانت مجلدة يمكن استخدامها لفترة أطول.
ويتابع جمعة: “بغض النظر عن الوقت، هناك 3 علامات لاكتشاف اللحمة الفاسدة، فاللحوم الجيدة يميل لونها الى الوردي اللامع، بينما تلك الفاسدة تميل الى البني اكثر وقد نلاحظ عليها بعض العلامات السوداء. والعامل الثاني هو الرائحة، أمّا الثالث فيمكن اكتشافه عن طريق اللمس، فإذا كانت اللحمة متماسكة تُعتبر صالحة للاستخدام فيما اذا كانت سهلة التمزيق فانها لا تصلح للطعام وخصوصاً عندما يتحول لون الدهن الى الأصفر المائل للبرتقالي”.
امّا الامراض التي تسببها اللحمة الفاسدة، فبحسب جمعة: “اذا كانت اللحمة طازجة وفسدت بنتيجة انقطاع الكهرباء عن البرادات او لاي أسباب أخرى، فإنّ البروتين الذي تنتجه يؤدي الى اضرار صحية كبيرة على الكبد والبنكرياس والدماغ. حتما يُضاف الى ذلك مشكلة التسمم الغذائي وهذه المشكلة الأكثر شيوعاً، حيث يعاني المرضى من اسهال وتقيؤ ووجع بطن حاد واحياناً جفاف في الجسم”.
امّا في حال كانت اللحوم مجمدة وفسدت لأي سبب كان، فهنا تكمن الخطورة الأكبر، ويؤكد جمعة “قد تؤدي الى الوفاة بسبب كمية الجراثيم والبكتيريا التي تحملها والتي ستنتقل الى الانسان في حال استهلاكها وهي كاسدة”.
لا للحوم النيئة
وينصح جمعة المواطنين وخصوصاً في ظل هذه الظروف عدم تناول اللحوم النيئة لتفادي أي خطر محتمل، والأفضل تناولها مطهية او مشوية. أمّا مدة اكتشاف التسمم فتتراوح بعد تناول اللحوم الكاسدة من نصف ساعة الى ساعتين.
وتم مؤخرا تسجيل 50 حالة تسمم غذائي في منطقة البقاع وذلك جراء تناول لحوم نيئة، وبينت نتائج الفحوصات ان هذه اللحوم ملوثة. وكما الحال بالنسبة للحوم كذلك بالنسبة للدجاج المنتهي الصلاحية الذي لا يقل خطورة عند تناوله بسبب تراكم البكتيريا. ويبدو لسان حال بعض المواطنين بعد قراءة هذا التحقيق: “ما في مصاري لنجيب لحمة أصلا”.