تتباين الآراء في الداخل حول كيفية تعامل لبنان مع ترسيم الحدود البحرية، في حين ان الملف المذكور شائك كونه يرتبط بحسابات إقليمية ودولية، لذلك تشير معطيات خارجية عن مأزق يعاني منه الكيان الاسرائيلي لا يقل شأنا عن الضياع اللبناني.
في هذا الإطار، تشير معلومات إلى مصاعب تعترض شركة “Energean” التي قامت بتثبيت منصة استخراج الغاز في شمال حقل كاريش المتنازع عليه ذلك أن مدة الاستكشاف المبرم مع حكومة الاحتلال تنتهي مفاعيله في أيلول المقبل ،بناء عليه، تؤكد مصادر مطلعة بان الشركة التي اعتمدها كيان العدو فضلا عن كونها يونانية – بريطانية وناشطة في استكشاف حقول الغاز والنفط و الغاز ، بدأت تشعر باعباء العمل في حقل كاريش من دون تأمين غطاء حماية يتجاوز الضمانات الاسرائيلية، خصوصا في ظل مواقف السيد حسن نصرالله التصعيدية و التي اعلن في واحدة منها القدرة على استهداف المنصة في حال ثبت الاعتداء على السيادة اللبنانية.هذا الأمر، تتعامل معه إسرائيل بجدية مطلقة خصوصا في ظل الشلل الحكومي داخليا والذي ينعكس حكما على ملف في سلم أولويات إسرائيل. وتعيد مصادر ديبلوماسية اهتمام كيان العدو في ثروات شرق البحر الأبيض المتوسط إلى الرغبة في انتزاع مشروعية إقليمية انطلقت من تركيا التي تسعى إلى تصفير مشاكلها، إلى عمق العالم العربي حيث تكر حالات التطبيع، من دولة الى اخرى.
رغم الاطمئنان إلى مسار استخراج النفط َ والغاز، خصوصا في ظل التغطية الأميركية لاتمام العملية دون عوائق فالامر يستلزم ابرام اتفاقات تتجاوز الحلف الغربي المكون من أوروبا و أميركا إلى أطراف أخرى فاعلة. وهكذا فان الانشغال الروسي بالحرب الاوكرانية ليس تاما خصوصا، وان الغاز الطبيعي عالميا بمثابة الشريان الحيوي للاقتصاد الروسي.لذلك، وانطلاقا من التفاهمات الروسية مع اميركا من ناحية وإيران وتركيا وحتى الدول العربية في سوريا، يبدو الدور الروسي اكثر من ضرورة في البحر المتوسط ومن ضمنها حقول الغاز والنفط على الشواطئ الشرقية، على رغم من عامل إضافي يتعلق باتمام الاتفاق النووي مع إيران في القريب العاجل.