كتب كمال ذبيان في” الديار”: كان مستغرباً ان يسمي النائب جهاد الصمد في الاستشارات النيابية الملزمة، الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهو حق دستوري له استخدمه، لكنه قصد منه ايصال رسالة سياسية واكثر من وراء اختياره لشخصية قررت العزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية ترشيحا واقتراعاً، وترك لمن يرغب من «تيار المستقبل» او كتلته النيابية، لا سيما من هو ملتزم او منتم اليهما، بان يستقيل كل من يريد ان يترشح او يشارك في العملية الانتخابية.
وما اقدم عليه الصمد، جاء من موقع المختلف سياسيا لسنوات مع «الحريرية السياسية»،ويبرر الصمد تسميته للحريري، بانه فعل ذلك تعبيرا عن «الوجدان السني» كما قال لـ «الديار»، حيث شعر «اهل السنة» في لبنان بانهم ليسوا موجودين في هذه الانتخابات، وخرجوا منها «مكسورين»، حسب وصف نائب الضنية، الذي اشار الى انه عبّر عن حالة، افرزتها الانتخابات، بتوزيع المقاعد «السُنة» على لوائح، او مستقلين، ولم تتكون منهم كتلة نيابية او اكثر، كما هو واقع الطوائف والمذاهب الاخرى.
وما يحاول الصمد تفسيره عن موقفه الذي كان مفاجئا، فانه في مرحلة ما كان عضوا في «اللقاء التشاوري» الذي ضم نوابا سُنة، من خارج «كتلة المستقبل»، لاحداث خرق يؤكد على رفض تمثيل السنة، من جهة سياسية وحزبية ما، والتفرد بقرارها وفرض آحادية سياسية عليها مارسها «المستقبل»، لكن هذه التجربة خرج عنها الصمد، او علق عمله في «اللقاء التشاوري» الذي استطاع ان يتمثل في حكومتين بوزيرين واحدة ترأسها سعد الحريري، الذي ازعجه وجود «اللقاء التشاوري» وفق مصدر متابع له، لا بل رفض الاجتماع به، او حتى السلام والكلام مع الوزير حسن مراد الذي سماه «اللقاء»، وانتمى الى كتلة «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، الذي اقام سعد «تسوية رئاسية» معه.
ولا يعطي طرح اسم سعد الحريري لرئاسة الحكومة، من قبل الصمد او غيره اهمية، لان «الحريرية السياسية»، بما هي «مال وسلطة» بدأت بالانحسار، حتى ان الدعم العربي والدولي لها قد تراجع، ويقوم باتجاه الرئيس نجيب ميقاتي.
فالتسمية الوحيدة للحريري من النائب الصمد، تحت عنوان مخاطبة الوجدان السني، رأى فيها مصدر سياسي، بانها تدخل في اطار «الشعبوية»، وكسب جمهور «تيار المستقبل» في الزمن الضائع، وهو ما يرفضه الصمد بتأكيده، انه لا يبيع مواقفه، وغير مستخدم عند احد، وهو يتحدث عن شريك سني في النظام، وهذا غير موجود برأيه، وهو ما اراد ان يظهره للرأي العام اللبناني.