تفاؤل حذر بانتظار “الخبر اليقين”

2 يوليو 2022
تفاؤل حذر بانتظار “الخبر اليقين”


عاد ملف الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل إلى الواجهة خلال الساعات الأخيرة في ضوء التصريحات الأميركية واللبنانية التي أكدت المعلومات لناحية وجود مؤشرات إيجابية ترجح إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بالارتكاز إلى نجاح الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في دفع الإسرائيليين نحو مناقشة الطرح اللبناني الجديد، وفق ما كتبت” نداء الوطن”. اضافت” وغداة تأكيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أنّ مناقشات هوكشتاين مع الإسرائيليين “أفضت الى نتائج مثمرة تقلّص الخلافات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي”، متعهداً بأن “تبقى الولايات المتحدة منخرطة في مباحثات ترسيم الحدود في الأيام والأسابيع المقبلة”، عُلم أنّ اتصالاً جرى بين الوسيط الأميركي ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وضعه فيه في آخر المستجدات المتصلة بملف الترسيم. ونقلت أوساط مواكبة أنّ هذه المستجدات “عكست أجواء إيجابية تشي بقرب استئناف مفاوضات الناقورة برعاية أميركية”، لكنها آثرت في الوقت عينه الإبقاء على التفاؤل الحذر بانتظار “الخبر اليقين من هوكشتاين الذي يؤكد السير في هذا الاتجاه”.وكان بو صعب قد غرّد أمس عبر حسابه على “تويتر” مثنياً على “بيان وزارة الخارجية الأميركية عن المحادثات التي أجراها هوكشتاين مع الاسرائيليين والتي وصفها بالمثمرة”، فاعتبر أنه “أمر إيجابي” وأعرب عن تقديره “تعهّد الادارة الاميركية بالتواصل في الأيام المقبلة الذي نأمل منه أن يؤدي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة”.

وعلقت مصادر مطلعة على الملف قائلة لـ «الديار»: «لا يجب التعويل على حديث واشنطن عن ايجابيات. يجب ان ننتظر ما سيحمله هوكشتاين وما سيعرضه، لان ما قد يراه الاميركيون والاسرائيليون ايجابيا ويخدم مصلحتهم، هو لا شك لا يخدم المصلحة اللبنانية العليا». وختمت المصادر: «ما تقولوا فول الا ما يصير بالمكيول».وكتب عبدالله قمح في ” الاخبار”:يفترض أن تكون الخطوة المقبلة إعادة إحياء طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة «من دون شروط متبادلة»، التزاماً بما طلبه هوكشتين في بيروت خلال زيارته، على أن ينحصر البحث بين خط «هوف» والخط 23 معدلاً بعدما أضاف لبنان إليه كيلومترات قليلة تضمن حصوله على حقل «قانا» كاملاً، مع التزام لبناني بعدم العودة للمطالبة بالخط 29 مقابل التزام إسرائيلي مماثل بعدم طرح الخط 1.من جهة أخرى، بدا لافتاً أن القوى السياسية والنواب الجدد الذين «ثاروا» خلال الأسابيع الماضية مطالبين بالخط 29 اختفوا عن السمع، وتوقفت غالبية هؤلاء عن الحديث عن الأمر. وبحسب مصادر مطلعة، فإن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا عملت على «لجم اندفاعة» هؤلاء، وأبلغتهم أن ما يقومون به من مزايدات على الرئيس ميشال عون اعتقاداً منهم بأن موقفهم يحرج حزب الله قد يأتي بنتيجة معكوسة، ويُترجم تشدداً لبنانياً في المطالبة بالخط 29 يتحول إلى غطاء لأي عمل عسكري يقوم به حزب الله في حال أقدمت إسرائيل على خطوات عملية في مجال استخراج الطاقة من البحر قبل التوصل إلى اتفاق.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» انّ لبنان ينتظر عودة السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، في اشارة واضحة الى انتهاء عطلتها الخاصة في بلادها والتي كانت قد اضطرّت لقطعها لأسبوع بسبب زيارة هوكشتاين الاخيرة للبنان في منتصف حزيران الجاري. ولكن عودتها لا تعني أنها ستحمل الجواب النهائي في ظل ما تردّد امس عن اتصال طويل جرى بين هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي كلّفه رئيس الجمهورية متابعة ملف الترسيم، ولم يعرف ما اذا كان هذا الاتصال قد تم بعد اللقاء بين هوكشتاين والمسؤولين الاسرائيليين للتثبّت من اطلاع بوصعب على تفاصيل الجولة الاولى من المفاوضات التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين في ظل دعوات هوكشتاين الدائمة الى ضرورة التريّث لفترة ليست طويلة ليتمكن من الحصول على الموقف الاسرائيلي النهائي من العرض اللبناني الاخير لترسيم الحدود.