إذا كانت التظاهرة الديبلوماسية العربية التي استضافتها بيروت أمس عبر الأجتماع التشاوري لوزراء الخارجية والمندوبين العرب قد عوّضت نسبيّاً افتقاد لبنان إلى دوره الحيوي التقليدي في القضايا والتحركات العربية، فإنّ هذه التظاهرة لم ترقَ إلى مستوى تحقيق نتائج “باهرة” على الصعيد العربي العربي وأزماته ولا أيضاً حجبت الأزمة الحكومية الحادة الصاعدة في لبنان.
وقد جدد الاجتماع التشاوري تأكيد الدعم والتضامن العربي مع لبنان وعكس «الثقة باستقرار لبنان ومستقبله»، حسب ما أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فيما أكد لبنان تصميمه على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته، وكرر رئيس الجمهورية ميشال عون الحديث عن قضية اللاجئين والنازحين، مؤكداً أن لبنان «لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة».
واختتم الاجتماع التشاوري أعماله أمس في بيروت، وهو اجتماع تلا اجتماعين في الدوحة والكويت في وقت سابق ويعقد بالتوافق بين كافة الدول العربية. وعقد أمس للبحث في ملفات ستتم مناقشتها في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد في الجزائر في شهر تشرين الأول المقبل، وشارك في الاجتماع عدد من وزراء الخارجية العرب وممثلون عنهم بغياب سوريا التي لا تزال عضويتها في الجامعة معلقة.
وترأس وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب الجلسة الافتتاحية باعتبار لبنان يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب. وبعد انتهاء الاجتماع وفي دردشة مع الصحافيين، قال الأمين العام المساعد السفير حسام زكي: «إن البحث تناول الإعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر والوضع الكارثي للمجاعة في الصومال في ظل الأوضاع المناخية الصعبة والأمن الغذائي العربي»، لافتاً إلى أن «هناك خطة تعدها الأمانة العامة وستقدمها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل»، كما تم البحث في القضية الفلسطينية، وأكد السفير زكي «دعم وتضامن المجتمعين مع لبنان»، لكنه أشار إلى أنه «لم تُطرح قضايا فرعية أو جزئية». وتحدث وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي لدى وصوله إلى الفندق للمشاركة في الجلسة إلى الصحافيين قائلاً: «وجودنا في بيروت في غاية الأهمية لأننا نؤكد أهمية الدولة اللبنانية ضمن البيت العربي»، معتبراً أن «قدوم وزراء الخارجية إلى بيروت أيضاً له مدلولات غاية في الأهمية»، وأضاف: «بصفتي وزير خارجية لدولة فلسطين أحضر إلى بيروت أولاً للتأكيد على العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بفلسطين ولكي أنقل الهمَّ الفلسطيني إلى هذا المكان، كذلك لنتحدث بشكل حر حول الأوضاع والهموم الفلسطينية التي أصبحت مقلقة بشكل كبير».
بدوره أكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي أن «بلاده لا يمكن أن تسمح للبنان بأن ينزلق باتجاه المزيد من الصعوبات»، وقال: «نأمل أن يستطيع لبنان تجاوز تحدياته السياسية باتجاه البدء في تجاوز تحدياته الاقتصادية وبالتالي سنعمل ما في وسعنا لتقديم المساعدة للبنان لكي يستطيع مواجهة التحديات وبالنسبة لنا ولجلالة ملك الأردن لبنان هو أولوية والشعب اللبناني هو شعب شقيق».
وكتبت” الانباء الالكترونية”: شكّل اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عُقد في بيروت والزيارات التي قام بها عدد منهم والمواقف التي صدرت عنهم بارقة أمل بعودة العلاقات العربية مع لبنان الى سابق عهدها، خاصة علاقة لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن بقعة الضوء هذه لا تعني أن الموقف العربي العميق تجاه لبنان قد تغيّر، فالمطلوب لا يزال بدء لبنان بالإصلاحات الضرورية واستعادة الدولة لقرارها وسيادتها وعدم السماح بأن يبقى لبنان منطلقاً للتهجّم على الدول العربية.
مصادر سياسية أملت عبر “الأنباء” الالكترونية ان تفتح زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وعدد من وزراء الخارجية العرب الى بيروت كوة في جدار الأزمة تنهي عزلة لبنان وسلخه عن محيطه العربي، لكنها في المقابل لم تجد أن الأرضية أصبحت جاهزة لعودة هذه العلاقات الى طبيعتها لأن حزب الله الذي يأتمر بإيران غير قادر على اعطاء أية ضمانات، فهو عندما تأتيه الأوامر ما عليه الا التنفيذ.