منذ بداية الازمة في لبنان كان هناك اتجاه داخل الولايات المتحدة الأميركية يتخوف من الانهيار الكبير في لبنان ويحاول الضغط من اجل منع الوصول الى مستويات قياسية من التأزم الاقتصادي والنقدي لان هذا الامر سيؤدي حتما الى تعزيز نفوذ حزب الله.كان الاوروبيون الى جانب هذه النظرية ومارسوا ضغوطا على واشنطن لاقناعها بعد السماح بإنهيار لبنان، لكن فريق الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب اقتنع بأن الانهيار الكامل والضغوط الكبرى هي التي تحاصر الحزب شعبيا وتؤثر على استمراريته وعلى شرعيته في الساحة اللبنانية والشيعية.عمل الاوروبيون وتحديدا باريس على معالجة بعض الازمات التي تصيب مواضع تهم الغرب عموما، وتم تقديم مساعدات وحصلت عملية دعم لتجنب القدر الامكن من التبعات السياسية الذي يؤثر سلبا على النفوذ الاوروبي والاميركي بشكل خاص، وهذا ما جعل المخاوف الغربية تتراجع بشكل كبير.لكن بعد حصول الانتخابات النيابية استمر التسارع في حجم الانهيار ما ادى الى عودة المخاوف الاوروبية والغربية الى الساحة السياسية من بوابة عدم قدرة القوى الدولية من السيطرة على تداعيات الانهيار الكبير الذي بدأ يلوح في الافق مع انهيار عدد من القطاعات الحيوية في لبنان.بحسب مصادر مطلعة فان المخاوف الاوروبية تترجم بحضور فرنسي متزايد على الساحة اللبنانية من خلال اتصالات تحصل مع القوى السياسية تدفع بإتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري لتجنب الفراغ السياسي الذي سيؤدي الى طريق مسدود على صعيد محاولات الانقاذ وفرملة الانهيار ما يعني ايضا تحللا كبيرا في المؤسسات الدستورية.كما ان الاهتمام الغربي والاوروبي يركز على التوترات بين حزب الله واسرائيل اذ تحصل وساطات تشارك فيها دول اوروبية عدة لمنع تدحرج التوتر الحدودي الى حرب مفتوحة الامر الذي سيؤدي في ظل الواقع الاقتصادي والمعيشي الحالي الى فوضى سياسية شاملة يستفيد منها حزب الله بشكل حصري.من هنا يعود الاهتمام السياسي الغربي مجددا ليتصدر المشهد في لبنان بالرغم من الانشغالات الاستراتيجية للدول الاوروبية بالحرب الحاصلة بين روسيا واوكرانيا وازمة الغاز التي تصيب الاتحاد الاوروبي والتي ستتفاقم مع اقتراب فصل الخريف، فهل يثمر هذا الاهتمام انسيابية سياسية ام انه سيصطدم بالتوازنات الاقليمية والمحلية؟