بدا واضحا من التسريبات الصادرة مباشرة عن “أوساط القصر الجمهوري” أو عبر بعض السياسيين المقرّبين من الرئاسة، أن الهدف هو إحراج الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وإدخال عملية التأليف مجدداً في نفق المماطلة.
فبعد يومين من بيان رئيس الحكومة المكلف بأنه “أعد تشكيلة حكومية جديدة وقدّمها إلى الرئيس عون، على أمل أن نستكمل البحث في الملف”، تم تسريب أخبار بأن الرئيس ميقاتي طلب موعداً للاجتماع مع الرئيس عون ورفض الاخير تحديد الموعد.
ولدى سؤال مصادر حكومية معنية عن الموضوع، رفضت التأكيد أو النفي، وقالت: “إذا كان الكلام صحيحاً فمعنى ذلك أنهم غير مستعجلين لتشكيل الحكومة أو لا يريدون أصلا تشكيل حكومة جديدة”.
وكان لافتا في السياق ذاته رفع محطة الـ”OTV” التلفزيونية الناطقة باسم “التيار الوطني الحر” سقف اتهاماتها، فذكرت في مقدمة نشرتها المسائية” أن “أول اللامبالين بإنجاز التأليف هو رئيس الحكومة المكلف نفسُه، الذي رفع الى رئاسة الجمهورية تشكيلة يعرف سلفا انها لا تمر، نظراً الى تجاوزها كل المعايير الدستورية والميثاقية، حيث انها لم تخضع للتشاور المسبق مع الشريك الدستوري في عملية التأليف، اي رئيس البلاد، ولأنها لم تحترم مبدأ المداورة الشاملة بين الطوائف والمذاهب في الوزارات، اذ اقتصر الاستهداف على مكوّن لبناني واحد، لن يسمح ممثلوه الدستوريون بعودة عقارب ساعة الشراكة الوطنية التامة التي تحققت في الولاية الرئاسية الحالية الى الوراء”.