كتبت صونيا رزق في” الديار”: بعد تراشق اعلامي سبق موعد الانتخابات النيابية بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، والنائب الكسرواني فريد هيكل الخازن، ولم يخلُ من الاتهامات، فجأة لعبت السياسة دورها كما تجري العادة في لبنان، ونسي المتخاصمان ما جرى قبل ما يقارب الشهرين. جرت اتصالات مع باسيل وكان ترحيب باللقاء، ودعوة الى دارته في اللقلوق لبحث تطورات الملف الرئاسي الذي كان حاضراً بقوة على المائدة، والهدف تقريب وجهات النظر بين فرنجية وباسيل.
ووفق المعلومات فإن فرنجية اوصل رسائل الى باسيل عبر الخازن، مفادها ضرورة التعاون في الملف الرئاسي في هذه الظروف الدقيقة مع وعود سياسية، وبعد المناقشة والتفاوض فضّل باسيل التروّي وعدم إعطاء كلمته «لانو بعد في وقت كتير»، والمعروف عن الاخير التريّث والتفكير مطوّلاً، وليس إعطاء الاجوبة السريعة، خصوصاً في ملف مصيري كهذا، ولعّل الفرص قد تعود امامه لتفتح من جديد، لانّ في لبنان كل شيء وارد، لكن ما ساد خلال اللقاء هو الوعود بإزالة أي توتر او خلاف، خصوصاً انّ الغزل السياسي بدأ منذ فترة بين الرجلين، فباسيل وصف فرنجية بـ «الأصيل على الرغم من اختلافنا معه»، في مقابل هجومه على «القوات اللبنانية» لطمأنته اكثر، أي انّ إشارات التودّد فعلت فعلها، ولا سبيل للرجوع الى الوراء وعودة التراشق والاتهامات. كما تم الاتفاق على لقاءات مرتقبة بين الجانبين لبلورة الامور اكثر والتماشي مع تطوراتها.
في غضون ذلك، وتعليقاً على اللقاء المذكور، رأت مصادر سياسية مواكبة لما يجري على الخط الرئاسي بين فرنجية وباسيل، أنّ الاخير لن يتجاوب مع طلب الاول لانه طامح بقوة الى المركز الرئاسي، ولن يقدمه له على طبق من فضة، بل يراقب ما يجري وينتظر القرار الخارجي، وبالتالي إعطاء الجواب لن يكون سهلاً لانّه يفضل ضمنياً عدم إجراء الانتخابات الرئاسية، والاستعانة بالفراغ لعّل حظوظه تنقلب، ويكون اسمه ولو بعد حين، وارداً على لائحة اولى الواصلين الى قصر بعبدا.