ابلغ وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الرؤساء الثلاثة وسفارتَي لبنان في واشنطن ومركز البعثة اللبنانية في الأمم المتحدة أن لبنان سيتقدّم في الساعات المقبلة بشكوى ضد «إسرائيل» في مجلس الأمن في شأن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية في البر والبحر، وضد استخدامها الأجواء اللبنانية لتنفيذ عمليات في الأراضي السورية حيث تتسبب في وقوع ضحايا، وفق ما ذكرت صحيفة «الأخبار».
وقالت مصادر دبلوماسية إن «الشكوى تأتي رداً على الشكوى الإسرائيلية»، فيما يستمر المسؤولون الإسرائيليون في إطلاق بيانات تهديد، آخرها ما قاله وزير الحرب لقناة «العربية» بأن «أفعال حسن نصر الله تشكل أرضية خصبة للإرهاب في لبنان، والرد سيكون مزلزلاً».
وكتبت ” نداء الوطن”: بينما ستشكل إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الذكرى الـ16 لحرب تموز 2006، مناسبة لترسيم “خطوط النار” مع إسرائيل غداة غارة “المسيّرات” على حقل كاريش، برزت خلال الساعات الأخيرة معطيات تشي بوجود “تطورات إيجابية” في مسار المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بحيث نقلت مصادر مواكبة للملف أنّ “المسؤولين اللبنانيين تبلغوا رسائل من الأميركيين تؤكد اتجاه الأمور نحو إعادة استئناف جولات التفاوض في الناقورة في الفترة القريبة المقبلة بالاستناد إلى الطرح اللبناني الرسمي الذي حمله هوكشتاين إلى الإسرائيليين والذي ينطلق فيه لبنان من إحداثيات الخط 23 باعتباره خطاً تفاوضياً لحدوده البحرية الجنوبية”، من دون أن تستبعد المصادر أن تلاقي هذه الرسائل “ترجمات عملانية متسارعة في الأيام الآتية، قد تشهد قيام الوسيط الأميركي بزيارة مكوكية لبيروت فور انتهاء جولة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، بغية تكريس النوايا الإيجابية حيال عملية استئناف المفاوضات الحدودية بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي”.
وكتب الدكتور قاسم غريب الباحث في الجامعة الاميركية في بيروت في” الاخبار”: الاتّفاق المُزمع مع العدوّ سيفتح الباب أمام مفاوضات عسيرة في الناقورة لتحديد جوانبه التقنيّة. بينما ليس هناك أيّ ضمانة لنجاح تلك المفاوضات، اتّفاق الإطار الجديد بحدّ ذاته سيُسرّح يد العدوّ في حقل كريش وفي كامل المنطقة جنوب الخط الجديد. هذا بطبيعته مصلحة للعدوّ أكثر بكثير منه للبنان إذ يسمح للعدوّ بتسريع الإنتاج من كريش دون أيّ محاذير وتسريع التنقيب في هذه المنطقة الغنيّة. فالعدوّ يملك البنى التحتيّة التي تسمح له بالإنتاج والتصدير وسيعمل على تعزيزهما مستغلّاً حاجة أوروبا إلى الغاز في السنوات القادمة. فطاقة سفينة الإنتاج، مثلاً، هي أكبر بكثير ممّا سيبدأ حقل كريش إنتاجه وتستطيع استيعاب شمال كريش والحقل الجديد المُكتشف، أولمبس.لبنان يكون قد خسِر، عبر الاتفاق قيد الطبخ، وإلى غير رَجْعة، الفرصة التي سنحت عبر الخطّ اللبناني 29. فنحن نعيش في بلد يُتقِن فنّ الخطايا والتفريط بالمصلحة الوطنيّة. الفرصة الآن هي الأنسب للضغط على العدوّ والوسيط من أجل شروط أفضل بكثير للبنان. ليس بسبب ورقة القوّة الثمينة التي تؤمّنها المُقاومة فحسب، وإنّما أيضاً بسبب حاجة العدوّ إلى بيع أكبر كميّات ممكنة من الغاز في أقرب وقت لأوروبا وما سيشكّله ذلك من قيمةٍ اقتصاديّةٍ سببها أسعار الغاز الخياليّة وتموضع استراتيجيّ للعدوّ كرافدٍ للغاز للأسواق الأوروبيّة المتعطّشة لذلك لسنواتٍ كثيرةٍ قادِمة.