إذا أراد أي مراقب قياس مستوى جودة الخدمات التي يمكن توفيرها للسياح العرب والأجانب وحتى للبنانيين المغتربين بين لبنان وتركيا مثلًا فتكون أرجحية المفاضلة للدولة الثانية على حساب الدولة الأولى.
فالسياح يجدون أن الخدمات الأساسية في تركيا متوافرة أكثر من لبنان كالتيار الكهربائي وغزارة المياه ونظافة الشاطىء وسهولة المواصلات والإتصالات، وحتى بالنسبة إلى الفارق الكبير في أسعار المواد الأساسية والفنادق والمطاعم والتنقلات.
أمّا لماذا يفضّل السياح والمغتربون تمضية عطلهم الصيفية في لبنان فللإجابة عن هذا السؤال شقّان: الأول، يتعلق بالسياح العرب والأجانب، الذين يعترفون بأن ما يلقونه في لبنان من حسن ضيافة لا يلقونه في أي بلد آخر. والثاني هو أن من بين أسباب تدفق المغتربين إلى لبنان بهذه الكثافة هو ذاك الحنين إلى الوطن أولًا، والإشتياق إلى الأقارب والأصحاب ثانيًا.
وهذان السببان، في رأي كثر، لا يعوّض عنهما أي أمر آخر، أيًّا كانت المغريات الخدماتية في اي بلد آخر.