تباعد بعد دعوة الراعي لانتخاب “رئيس واعد”

15 يوليو 2022
تباعد بعد دعوة الراعي لانتخاب “رئيس واعد”


لم تمر عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الثالث من الشهر الحالي في الديمان بردا وسلاما بعد على التيار الوطني الحر، الذي اعتبر ان عبارة “انتخاب رئيس ينتشل لبنان من القعر” تستهدف العهد، فانطلقت كالعادة، حملة عونية على كل مواقع التواصل الاجتماعي ضد الراعي  استخدمت فيها ابشع العبارات قبل ان تتدخل قيادة “التيار” لوقفها نسبيا، في حين التزم نواب “التيار” بقرار القيادة عدم نسف العلاقة مع البطريركية المارونية بعدما باتت علاقات “الوطني الحر” بمعظم القوى السياسية متردية.
ومنذ تلك العظة تسود اجواءً من التباعد والتوتر الصامت بين بكركي والعهد و”التيار الوطني الحر” بصورة خاصة، في وقت غابت فيه اللقاءات بين الطرفين.
وفيما تؤكد مصادر البطريركية المارونية “انه عندما حدّد البطريرك الراعي مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية لم يكن يقصد الإساءة إلى أحد، وبالأخصّ إلى الرئيس ميشال عون”، الا ان مصادر قريبة من بعبدا ومن “التيار الوطني الحر” رأت في مواصفات بكركي الرئاسية إنتقادًا غير مباشر لأداء الرئيس عون.
وتساءلت: عندما يطالب الراعي برئيس “متمرس سياسيًا وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحدّيًا لأحد، ويكون قادرًا على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية، وعلى جمع المتنازعين والشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي”، كأنه يريد أن يقول أن هذه المواصفات غير متوافرة في الرئيس الحالي. 
وفي رأي بعض المصادر المتابعة أن هذا الأمر سينعكس سلبًا على العلاقة بين بكركي وبعبدا في الفترة التي تسبق الإنتخابات الرئاسية، مع الإشارة إلى أن العلاقة بين هاتين المرجعيتين شهدت “طلعات ونزلات” طوال فترة العهد الرئاسي الحالي.
في المقابل تقول مصادر مطلعة “ان اتصالات غير مباشرة تجري لتبديد سوء التفاهم الذي نشأ، من دون ان تغيّر في موقف البطريرك المبدئي”.
يذكر انه جاء في عظة الراعي “نطالب المسؤولين السياسيين بتأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن لحاجة بلادنا إليها أكثر من أي يوم مضى. نريدها حكومة، كما ينتظرها الشعب، جامعة توحي بالثقة من خلال خطها الوطني ومستوى وزرائها، وجديتها في إكمال بعض الملفات العالقة، وضمان إستمرار الشرعية وحمايتها من الفراغ. فكما نطالب بإلحاح بتأليف حكومة جديدة، نطالب بإلحاح أيضا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر، كما تنص المادة 73 من الدستور. وينتظر الشعب أن يكون رئيسا واعدا ينتشل لبنان من القعر الذي أوصلته إليه الجماعة السياسية، أكانت حاكمة أم متفرجة”.