كتبت ” النهار”: لم تسجل في الساعات الأخيرة أي معالم إيجابية ملموسة تتعلق بالملف الحكومي ، ولكن تنامت التوقعات بعقد لقاء جديد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ربما يطلق نقاشا متجددا بينهما حول التشكيلة الحكومية.
وبحسب ” النهار” فان اوساطا مطلعة لا تبدي تفاؤلا في حلحلة التعقيدات التي تعترض أي اتفاق حول الحكومة الجديدة. وقالت هذه الأوساط ان الامال التي يعلقها بعض الجهات الديبلوماسية والسياسية بإمكان تشكيل حكومة جديدة قبل الأول من اب عيد الجيش، لا تبدو مستندة الى معطيات مطمئنة، اذ ان الأسبوعين الأخيرين شهدا تراجعا حادا في إمكانات تجاوز التناقضات وتقليص الهوة بين بعبدا والسرايا بما يصعب معه التفاؤل بتسجيل اختراق جدي يخرج التركيبة الحكومية العتيدة من عنق الازمة في الفترة الفاصلة عن الأول من أب. والانكى ان ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يشهد تطورات بالغة الأهمية والخطورة تستدعي استنفار الدولة لمواجهتها فيما يثير التخبط السياسي وحال القطيعة بين اركان السلطة الكثير من المحاذير على غرار تداعيات الكلمة الاخيرة للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مهولا فيها بالحرب.
وكتبت” نداء الوطن”: لا حكومة جديدة في لبنان بينما تشهد المنطقة تحولاً كبيراً على المستوى الإستراتيجي سيحصل اليوم في قمة جدة. وأهم ما في هذه القمة أنها تتوج مرحلة جديدة من العلاقة بين المملكة العربية السعودية والإدارة الأميركية وأنها تأتي بعد التهديد الأميركي الإسرائيلي لإيران بأنه ممنوع عليها امتلاك السلاح النووي ولو اقتضى ذلك استعمال القوة.في قلب هذه اللحظة التي يولد فيها هذا الإنفجار السياسي والأمني الكبير كان تهديد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة وقلب الطاولة ومنع إسرائيل من استخراج النفط طالما لا يمكن أن يستخرجه لبنان مهدداً بما بعد بعد بعد كاريش. هذا التهديد تم تفسيره بأنه محاولة لدعم الموقف الإيراني الصعب أكثر مما يتعلق بدعم الموقف اللبناني الصعب، بل على العكس فقد أتى هذا التهديد ليزيد على الأثقال اللبنانية أثقالاً جديدة وليخيف اللبنانيين الذين أتوا إلى لبنان على أساس التطمينات الكثيرة التي أطلقتها السلطة الحاكمة والأمين العام لـ”حزب الله” على خلفية قضاء صيف هادئ “وأهلا بهالطلة”.
وقالت مصادر سياسية ل” اللواء”آن أجواء التصعيد بالمواقف الاخيرة سممت الاجواء السياسية، وارخت بعراقيل جديدة على مسار عملية التشكيل المثقل بجملة تعقيدات وصعوبات، ولكنها اشارت ان كل ذلك، لن يؤدي الى وقف المساعي والجهود المبذولة لتاليف الحكومة، باعتبارها مسألة ضرورية وملحّة، لادارة السلطة واستكمال الخطى المطلوبة لحل الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون حاليا.
واستدركت المصادر قائلة، ولكن الاجواء السياسية والمواقف الضمنية، وخصوصا للتيار العوني، لا توحي بامكانية تحقيق اي اختراق جدي باتجاه تأليف الحكومة الجديدة، بل على عكس ذلك تماما، فإن ما يحكى وراء الجدران، وبين الكوادر الحزبية، ينعي كل المحاولات الخجولة لتشكيل الحكومة الجديدة فيما تبقى من الوقت الفاصل عن بدء المواعيد الدستورية لانتخابات رئاسة المجلس، ما يعني ان ما يحصل هو بمثابة تقطيع الوقت المتبقي بالتراشق السياسي ، بينما انظار كل الاطراف السياسيين مركزة على الانتخابات الرئاسية وشخص الرئيس العتيد.
ولفت مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن «الرئيس عون من أشدّ الحريصين على تأليف الحكومة وإنجاز الملفات الأساسية على المستويين الاقتصادي والمالي، لكن هناك مَن لا يريد تأليف حكومة في ما تبقى من الولاية الرئاسية امتداداً لسياسة حصار العهد وعزله ومحاربته واستنزافه حتى النهاية لدفن أي أمل بالإصلاح ومكافحة الفساد واقرار القوانين الاصلاحية واستعادة الاموال المهربة والمحولة والودائع المصرفية»، مشدداً على أن «عون من أشد الحريصين على صلاحية رئيس الحكومة وعلى التوازنات السياسية والطائفية»،
ورجحت المصادر المطلعة ل” الديار”ان يتم اللجوء قريبا الى «تعويم حكومة تصريف الاعمال مجددا كأمر واقع سيرضخ له الجميع، خاصة مع تفاقم اضراب القطاع العام الذي يترك تداعيات كبيرة على مصالح الناس ومالية الدولة». واضافت المصادر: «سيشهد الاسبوع المقبل استنفارا للتعامل مع هذه المسألة، وبخاصة انه يجري الاعداد لتحركات احتجاجية كبيرة لمواجهة تلكؤ الدولة وتعاطيها بفوقية واستنسابية مع العمال… الا ان الاشكالية تكمن اليوم في سحب كل الوسطاء وساطاتهم وآخرهم وزير العمل، ما يحتم بروز وسيط جديد يتولى في آن تليين موقف «المضربين» وحث المسؤولين على اقتراح مخارج جديدة للأزمة».