الوطن في خطر ومستقبله غير مطمئن

16 يوليو 2022


 تمنى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى “على السياسيين الكبار في لبنان الكبير، الذين لا يتورعون عن إثارة العصبيات المختلفة، أن يرأفوا بأجيالنا الطالعة ويعلِّموها على طرائق الفكر الذي يحصّنُ العقل ويُنَمّي الثقافة، بدلًا من الشعارات التي لا تُسْمنُ ولا تُغني من جوع”، مشيراً الى أن “الوطنُ كله في خطر، والمستقبلُ القريبُ غيرُ مطمئن، ما لم نخرجْ من بيوتِ ذواتِنا إلى رحاب الوطن، وما لم نقرأْ حسنًا في كتابه الأعلى أي الدستور، كما سيخرج هؤلاء المتعاقدون الوردانيون من بيوتِهم إلى هذه الدار ليقرأوا في كتبِها.”
 
كلام الوزير المرتضى جاء خلال مشاركته في افتتاح “بيت الكبار في الوردانية” بحضور وزير العمل مصطفى بيرم، المدعي العام المالي علي ابراهيم، المدير لعام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس البلدية علي بيرم وأعضاء المجلس البلدي اضافة الى حشد من الشخصيات السياسية والاجتمعاية والثاقفية في الودرانية والجوار.
 
وشدد على الدور الأساسي للثقافة “منذ تسلمي مهامي الوزارية حرصتُ على مواكبة أي نشاط يمت إلى الثقافة بصلة، لإيماني بأنها القاسم المشترك الذي يجمع بين اللبنانيين، ويدربهم على مقاربة الاختلافات بالروح الفكرية العلمية التي همُّها السعي إلى اكتناه الحقيقة وبناء السلام. فمن أدب الثقافة الاختلاف الذي يشحذُ العقل على النقاشِ وطرح الحلول وصولًا إلى ما هو مشترك، بدلًا من التعصب الذي يعني احتكار الحق وادعاء العصمةِ في كلِّ شيء. ولعلَّ من بعض المظاهر الصادمة في مآزقِنا الحالية أننا لا نقاربُها بالروح الثقافية أو العلمية بل بالهوى، ولذلك ما برحنا ننتقلُ من صعبٍ إلى أصعب، وما برح وطنُنا رازِحًا تحت أثقالٍ كثيرة، كان بإمكاننا أن نحركَها عنه لو ابتعدنا عن رميِ الآخر دائمًا بالضلال”. 
 
وختم وزير الثقافة: “أجددُ دعوتي من هنا، من دار الكبار في الوردانية، إلى السياسيين الكبار في لبنان الكبير، الذين لا يتورعون عن إثارة العصبيات المختلفة، إلى أن يرأفوا بأجيالنا الطالعة ويعلِّموها على طرائق الفكر الذي يحصّنُ العقل ويُنَمّي الثقافة، بدلًا من الشعارات التي لا تُسْمنُ ولا تُغني من جوع. الوطنُ كله في خطر، والمستقبلُ القريبُ غيرُ مطمئن، ما لم نخرجْ من بيوتِ ذواتِنا إلى رحاب الوطن، وما لم نقرأْ حسنًا في كتابه الأعلى أي الدستور، كما سيخرج هؤلاء المتعاقدون الوردانيون من بيوتِهم إلى هذه الدار ليقرأوا في كتبِها”.