بكركي ورئيس”مطابق للمواصفات ” فهل مَنْ يبادر؟

17 يوليو 2022
بكركي ورئيس”مطابق للمواصفات ” فهل مَنْ يبادر؟

ليس عبثاً أن يحدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي مواصفات الرئيس المقبل وإن يدخل في تفاصيلها منذ الآن : رئيس متمرس، محترم، متجرد، حيادي وفوق الأصطفافات والمذاهب والأحزاب ولا يشكل تحديا لأحد وقادر على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية وجمع المتنازعين والشروع في وضع البلد على طريق الأنقاذ الحقيقي والتغيير الأيجابي.

 
وفي أغلب الظن أن السبب في إطلاق هذه المواصفات دعوة مباشرة إلى من يتمتع بها إلى التحلي بالشجاعة وابداء الأستعداد لأخذ المبادرة، كما للقول “بين السطور”، أن المرشح الرئاسي لن يكون تقليديا أو منتميا إلى هذا الفريق أو الحزب أو ذاك.لا يختلف اثنان على صوابية ما قاله البطريرك الراعي ، لأن لبنان في أمس الحاجة إلى رئيس تتوافر فيه هذه المواصفات ،وثمة مرشحون في البلد اكفاء ولا ينتمون إلى أحزاب ونزيهون ومتمرسون في العمل السياسي وقادرون على التواصل مع جميع الأفرقاء بكثير من السهولة حتى ان لا فيتو عليهم من قبل الجميع.

“فليسارع هؤلاء إلى المبادرة اليوم قبل الغد، إنما مع أخذ الحذر من حرقهم”، هذا ما تشير إليه أوساط مراقبة وتقول أيضاً أن بكركي لا تفرض شروطاً، إنما موقعها الديني والتاريخي يخولها أن تتوقف عند ضرورة أن يكون المرشح اهلا لهذا المنصب.
 
كذلك، تشدد الأوساط على أن أبواب بكركي مفتوحة للجميع وإن البطريرك يستمع إلى آراء الجميع، لكن ما من مرة دعمت فريقاً على حساب آخر.وتوضح هذه الأوساط أن لا لقاءات سرية يعقدها البطريرك الراعي منذ الآن مع شخصيات محددة وأن لا ضرر من الإفصاح عن المواصفات الرئاسية باكرا والعمل على تطويرها لعله يمكن تعميمها طالما أنه لم تصدر أصوات تعارضها أو تنسفها، معتبرة أن الأصول الدستورية تتحكم بعملية انتخاب رئيس الجمهورية وهذه يجب صونها كما بنادي البطريرك الراعي.وتفيد أن فتح المجال في الوقت عينه امام الراغبين في الترشح في الشهرين المقبلين أو قبل ذلك بكثير هو عين العقل، وتقول صراحة: هاجس البطريرك الأول والأخير هو تفادي الفراغ الرئاسي ومنع التعطيل تحت اي حجة، مذكرة كيف وقع هذا التعطيل من أجل انتخاب “الرئيس القوي” مع الإشارة الى أن هذه المقولة سقطت ولا عودة اليها ، لافتة إلى أن كل صفة أشار إليها البطريرك الماروني يجدر التوقف عندها وهي مطلب ينشده اللبنانيون، لاسيما مسالة الحيادية.

هل هذا يعني قيام رئيس توافقي؟ تجيب الأوساط: كله وارد، لكن ما من شيء محسوم بعد، معربة عن اعتقادها انه على الرغم من أن هناك شخصيات مرشحة للرئاسة ومقربة من بكركي، إلا أنها ليست في وارد تزكية اسم على حساب آخر.
اما بالنسبة إلى بدء بعض المرشحين أمثال رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية التحرك في هذا الملف، فإن الأوساط تقول أن لكل مرشح الحرية في التحرك وإن البطريرك يلتقي الجميع من دون أي استثناء، إنما تبقى المواصفات التي حددها بمثابة الأطار الرئيسي في الشق المتصل بهوية الرئيس العتيد.أما وقد قالت بكركي كلمتها في هذا المجال وليس مستبعدا أن تكرره في عدة محطات، فإن البحث سيقوم على من هو “مطابق للمواصفات “ليحمل لقب “السيد رئيس الجمهورية”.. فهل تنجح المهمة ؟