بدا لافتاً وواضحاً مرور حادثة إسقاط الجيش الإسرائيلي لطائرة مُسيّرة يوم أمس، عند الحدود مع لبنان، من دون أي ضجّة إعلامية أو “تطبيل إسرائيلي”.
في تمام الساعة السادسة من مساء أمس، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي رصدَ طائرة مسيرة انطلقت من لبنان باتجاه الجليل الغربي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد جرى اعتراضها واسقاطها بعدَ رصدها من قبل الوحدات الجويّة المُختصة.
وبعد المراقبة والرصد، فإنّ ما يمكن قوله هو أن الحادثة انتهت بشكلٍ سريع ولم يجرِ تسليط الضوء عليها أبداً بما فيه الكفاية، لا في لبنان ولا حتى على الصعيد الإسرائيلي. مع هذا، فإن الحادث الأخير جاءَ بعد الضجة الكبيرة التي رافقت حادثة إسقاط إسرائيل لـ3 طائرات مُسيرة تابعة لـ”حزب الله” مطلع الشهر الجاري في محيط حقل كاريش البحري المُتنازع عليه. كذلك، فإن حادثة الأمس أتت بعدَ خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قبل أيام، والذي أعلن فيه عن بداية “حرب المُسيرات”.
ما سبب غياب الضجّة عن حادثة الأمس؟
وعلى الرّغم من الترقب الكبير الذي يسيطرُ على المشهد المرتبط بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فإن حادثة الأمس يمكن اعتبارها عابرة، وما يظهر هو أنّ إسرائيل أرادت اعتبارها كذلك لاسيما أنها اكتفت بالاعلان عن حصول الحادث من دون الخوض في تفاصيله.
عملياً، فإن ما حصل يوم أمس قد يكون بمثابة أمرٍ عادي حصل في وقتٍ سابق، أي أنه تم في الماضي إطلاق مسيرات من قبل “حزب الله” باتجاه الأراضي الفلسطينية. ولهذا، فإن الحادث يوم أمس لم يكن “استثنائياً” بعكس الحادث الذي حصل مطلع تموز مع المسيرات الـ3.
إضافة إلى ذلك، فإن “حزب الله” التزم الصمت يوم أمس، فلم يعلّق أبداً على ما حصل مثلما حصل مع الحادثة السابقة، في حين أنه لم تتبنّ أي جهةٍ مسؤولية إطلاق تلك المسيرة. حتى في الداخل الإسرائيلي، فقد روّجت بعض وسائل الإعلام في البداية لعبارة “يُرجّح أن تكون المسيرة تابعة لحزب الله”، في دلالة على أنّ الحادث مشكوكٌ بأمرِه حتى جلاء كافة التحقيقات والملابسات المُرتبطة به.