خطة خمسية في الضاحية الجنوبية.. الامن اولا

20 يوليو 2022
خطة خمسية في الضاحية الجنوبية.. الامن اولا


ليست بقية المناطق اللبنانية على أحسن حال منها، ولكن موجة من التفلت الأمني تضرب مناطق واحياء الضاحية الجنوبية بشكل لافت في الفترة الأخيرة، بانعكاس ملحوظ للتدهور الاقتصادي وارتكاب الجرم بدافع “المال والعيش” من جهة، والممارسات غير الأخلاقية والقانونية المرتبطة بأسلوب فردي بسبب تعاطي المخدرات ووجود نسبة من المطلوبين من جهة أخرى. والمحصلة، عمليات قتل وتشليح واطلاق نار وترهيب وسرقات في وضح النهار…

يؤكد مصدر امني لـ”لبنان 24″ أنّ الخطة الأمنية التي بدأت قبل مدة لوضع حد للأعمال الجرمية لا تزال مستمرة ولم تتوقف وذلك بعيدا عن الاستعراض الإعلامي، بحيث تُستكمل المداهمات بحثاً عن مطلوبين وبأهداف واضحة، بمؤازرة من الجيش وأجهزة امنية وبـ”بغطاء” حزبي من “حزب الله” و”حركة أمل”. وتطال الخطة أسماء “كبيرة” حسبما أكد المصدر الأمني، متورطة بعمليات قتل وخطف ومخدرات، وملاحقة للعصابات الصغيرة والافراد المتورطين بزعزعة امن الضاحية الاجتماعي من خلال ارتكاب اعمال جرمية كسرقات المحلات والكابلات الكهربائية والتشليح.
وبحسب المصدر فقد جرى توقيف مطلوبين باعداد كبيرة، مع بقاء وجود المشكلة ذاتها وهي التخوف من وقوع ضحايا في حال حدث اشتباكات مع المطلوبين المسلحين، كما جرى في أكثر من مرة، غير انّ المصدر الأمني يؤكد انّ ما من شيء سيردع عن استمرار الخطة الأمنية. ويؤكد انّ “التعاطي كان ولا يزال يتم بحزم مع التأكيد من قبل الجميع على رفع الغطاء عن كل متورط، مع الحصول على كل التسهيلات لاستكمال العمل الأمني من دون أي عوائق”.الحرب على المخدرات أولاوبحسب المصدر فإنّ التوجه الأكبر هو باتجاه مكافحة المخدرات، حيث يتم رصد “رموز” التجارات الذين باتوا معروفين الى العلن، ويتابع: “هدفنا واضح، نريد القضاء على المشكلة من أساسها، فالمخدرات تُعد السبب الأول للتوجه نحو الجريمة، وبالنسبة لنا ضرب معاقل المخدرات يعني البدء بتنظيف المنطقة من الاعمال الجرمية التي تنتج عن المخدرات سواء عن طريق البيع او التجارة”.
يأتي ذلك بتوازٍ مع حالة الرفض التي يعيشها السكان كون امنهم الاجتماعي أصبح في خطر داهم، فهم يرفضون ان يتحولوا الى خفراء و”جيش ودرك” لحماية أنفسهم، مع تحول شوارعهم الى ما اعتبروه محميات امنية، أصبحوا بحاجة فيها الى امن ذاتي مفقود. ويشكو مواطنون كثر من انّ تفاقم اعداد العاطلين عن العمل والوضع الاقتصادي المتردي أدت الى استفحال الوضع سوءاً، ويؤكد أحدهم انّ سوق فرض “الخوات” أصبح ايضاً على أساس سعر صرف الدولار، “حتى صرنا نخاف ان نخرج من المنزل لكيلا نتعرض الى الخطف”.خطة خمسيةوتوازياً مع الخطة الأمنية، يتم التحضير على مستوى واسع لـ”خطة خمسية” يشرف عليها اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، بالتعاون مع منظمات وجمعيات عدة، من بينها اليونيسيف، الهيئة الصحية الإسلامية، أبعاد، كفى، كشافة المهدي، مؤسسة الهادي للإعاقة، وغيرها من الجمعيات التي عقدت مؤخراً جلسات عدة استعدادا للعمل. ويبحث هؤلاء في الجانب الاجتماعي في الضاحية الجنوبية، وخصوصاً أزمات المخدرات، العنف الاسري، الخلافات الأسرية، إدمان الانترنت، التحرش الجنسي، عمل الأطفال والتسرب المدرسي.
وتم توصيف الحالات وتشخيص الأسباب واقتراح الحلول، على ان تستكمل الأعمال بعد انجاز المرحلة الأولى وهي إعداد خلاصة لما تم في هاتين الجلستين، ليصار بعدها الى رسم خارطة الطريق لإعداد الخطة.
وتؤكد معلومات خاصة من اللجان الأمنية المشتركة بين “حزب الله” و”حركة امل” انّ القيادتين والشعب يرفضان تماما اظهار المنطقة بكاملها وكأنها خارجة على القانون.
وبحسب مصدر متابع فإنّه أكد لـ”لبنان 24″ انّه “لا غطاء فوق رأس أحد، فلتضرب الأجهزة الأمنية بيد من حديد ونحن ندعمها بالحق والعدل. كما نرفض ان تتحول شوارع المناطق الى الامن الذاتي فثمة جهات معنية بالحفاظ على امن المواطن ولا تقصير في ذلك، ومؤخراً تم توقيف عدد كبير من المخلين بالامن ومن الأسماء المعروفة التي تزعزع امن الضاحية، ونأمل ان نصل الى خواتيم إيجابية”.