مرحلة الحسم اقتربت وتوقعات باحياء المفاوضات

23 يوليو 2022آخر تحديث :
مرحلة الحسم اقتربت وتوقعات باحياء المفاوضات


لا يزال ملف ترسيم الحدود البحرية يستحوذ على محور الاهتمامات الداخلية، وسط ترقب سياسي رسمي لزيارة المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين الى لبنان الأسبوع المقبل لاستئناف المفاوضات للتوصل الى حل.
ورجحت مصادر مطلعة على الملف إعادة إحياء مفاوضات الناقورة بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، وذلك بعدما ينجح الوسيط الأميركي بإقناع طرفي التفاوض بالعودة الى الطاولة وترتيب الإخراج المناسب لهذا التفاوض، موضحة “لـ”البناء” الى أن “الملف وصل الى خواتيمه ودول عدة دخلت على خط الحل لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، للتوصل الى حل قبل أيلول المقبل حيث يبدأ العدو باستخراج الغاز من كاريش في ظل خطر باندلاع حرب بعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله”.

لكن المصادر توضح أن المفاوضات ستتمحور حول الخط 23 والحقول التي تحاذيها كونه الخط الوحيد المسجل لدى الأمم المتحدة والمعترف به دولياً واي خط آخر لا يمكن اعتباره خط حدود ما يعني أن الخط 29 الذي يطالب به بعض اللبنانيين لن يؤخذ بعين الاعتبار في أي مفاوضات مقبلة.
وعلمت “البناء” أن اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء بين المرجعيات الرئاسية لبلورة الموقف الرسمي الموحد الذي سيتم إبلاغه للوسيط الأميركي عندما يزور لبنان. وكشفت المعلومات أن الإشكالية ليست في حقل قانا ولا في الخط 23 الذي يمكن أن يكون حلاً وسطاً بين الطرفين، لكن الإشكالية تكمن في البلوك رقم 8 الذي يقع ضمن خط أنابيب الغاز الذي ستنقل من الكيان المحتل الى أوروبا، لذلك تتمسك إسرائيل بخط حدودي لا يشمل البلوك رقم 8.  
وكتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”:يمكن اعتبار ان مفاوضات الترسيم وفي ضوء عودة هوكشتاين اقتربت من الحسم. فشلها يمكن ان يدخل لبنان في حرب جديدة في مواجهة اسرائيل لانه بالتأكيد لن يقف مكتوف الايدي، بينما اسرائيل تتجاوز مرحلة التنقيب الى توقيع اتفاقيات لبيع الغاز الى اوروبا التي تتوق الى تأمين بدائل عن الغاز الروسي قبيل دخول فصل الشتاء. عندما يهدد السيد نصرالله بالحرب في حال فشلت مفاوضات الترسيم فهو يدرك ان الحرب متى وقعت ستكون خياراً لا بد منه. يدرك دقة الظروف الداخلية وحجم الازمة ولكنه على يقين ان لبنان ومتى شرع في استثمار حصته من الغاز سيكون ذلك عاملاً مساعداً على تجاوز هذه الازمة. مقاربة الموضوع تتوقف بالنسبة اليه عند عتبة المفاوضات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية او بعبارة ادق بثروة لبنان النفطية والحصول على حقه كاملاً متكاملاً. بعيداً عن المزايدات المحلية التي تظهر كلما رفع السيد نصرالله وصعّد لهجته تجاه العدو الاسرائيلي، فإن هدف خطابه الاخير كان منع اسرائيل من التعنت بموقفها طالما لم تنته المفاوضات بعد. المطلوب منع اسرائيل من استخراج النفط اذا لم يستخرجه لبنان. وهذه هي المعادلة الجديدة التي تجاوز فيها السيد نصرالله مسألة ترسيم الحدود الى التنقيب عن النفط. المسألة لم تعد متوقفة على خطوط الترسيم ومسمياتها سواء الخط 29 او 23، وما نفع الحدود اذا لم نستطع الاستفادة من ثروتنا، وهل نتفرج على اسرائيل تستخرج الثروات النفطية بينما نقف بموقع المتفرج.يستغل «حزب الله» عنصر الوقت، من اجل الحرب في اوكرانيا تحتاج اميركا الى اوروبا التي تحتاج الى الغاز، وهناك صراع بين اميركا من جهة والصين وروسيا من جهة اخرى، فمن المفيد وضع لبنان على الطاولة وهذا ما تقصّد «حزب الله» فعله بخطاب نصرالله الاخير مستغلاً اللحظة التاريخية لاعتقاده أن اوروبا اذا تمكنت من ايجاد البدائل عن الغاز الروسي فلا معنى للترسيم والتنقيب.يعتبر «حزب الله» ان قرار توتال وقف التنقيب في لبنان لم يكن سببه عدم وجود غاز وانما نتيجة قرار سياسي، وباعتقاده اذا نقبت اسرائيل فهل ستتقدم الشركات للتنقيب في لبنان فيما هي شركات تابعة لأميركا. المطلوب من وجهة نظر «حزب الله» تحصيل حق لبنان في استثمار نفطه ولو عن طريق التهديد بالحرب او شنها اذا لم ينل لبنان حقه. ولكن اذا سلم الاسرائيلي بحق لبنان فلماذا تقع الحرب؟ بالوقائع فان احتمالات وقوع الحرب متساوية لاحتمالات عدم وقوعها، ولكن اسرائيل ذاتها لا تريد الحرب لعلمها بقدرة المقاومة وحاجتها هي ايضاً الى استخراج الغاز، والحرب تعني ان التنقيب سيصبح في خبر كان وان الشركات ستكون حركتها مقيدة. اسرائيل التي تريد الغاز لن تذهب الى الحرب حكماً. وليس افضل حالاً منها اميركا التي لا تبدو جاهزة هي ايضاً للحرب وهي بالكاد تبحث عن مخرج للحرب الاوكرانية فكيف تدخل حرباً جديدة في منطقة الشرق الاوسط؟ هذا فضلاً عن الاجواء داخل اسرائيل في ظل حكومة تصريف الاعمال التي قد تجعل قرار الحرب صعباً على الجانب الاسرائيلي.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.