حين ينأى حزب الله بنفسه!

23 يوليو 2022
حين ينأى حزب الله بنفسه!


بالرغم من التوتر الاعلامي المشتعل والمرتبط بقضية المطران موسى الحاج ،الا ان التداعيات التي ستنتج عن هذا الاشتباك الاعلامي الحاصل لن تطال العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” كما يتوقع البعض.

بالنسبة للبعض، فإن صمت “حزب الله” بدا مستغرباً، إذ لم يصدر عنه أي موقف علني في هذا الخصوص سوى بضع انتقادات لاذعة من قِبل مناصريه على مواقع التواصل لا يمكن ابدا ربطها بالحزب.من الواضح ان “حزب الله” ليس في وارد أن يكون رأس حربة في هذه القضية، سواء على المستوى الاعلامي او السياسي او القضائي، إذ إنه اعتاد منذ سنوات على تسجيل مواقف مبدئية في هذه الملفات من دون التدخل في اسلوب تعاطي الدولة . حصل ذلك في العام 2000 ولا يزال مستمراً حتى اليوم حيث بات مؤكداً أن “الحزب” لا ينوي تبديل هذا المسار.

ولعلّ خصوصية ملف المطران، بعيدا عن أحقيته من عدمها، تدفع “الحزب” اكثر نحو تجنّب الخوض في أي معركة بوجهه، ذلك لأن المواجهة ستصبح مباشرة مع بكركي، الامر الذي لا يريده “الحزب” إذ يفضّل الابتعاد عن أي تراشق اعلامي مع البطريركية المارونية هو الذي قرر منذ البداية عدم الاشتباك معها لا من قريب ولا من بعيد.وبحسب مصادر متابعة، فإنّ “الحزب” يحبّذ أن تكون علاقته ايجابية ومتنامية مع الفاتيكان مباشرة، لذلك فهو يتجنب الخوض في جدالات سياسية مع البطريرك الراعي، وبالتالي لن ينجرّ حتماً الى استفزاز الشارع المسيحي بمثل هذه المعركة، بغض النظر عن مدى صحّتها وخطورتها بالنسبة اليه خصوصاً وأنها أثارت غضباً عارماً بين المسيحيين بل ووحدت موقفهم بمعزل عن الخصومة السياسية.مما لا شك فيه أن توقيف المطران اعتبر سابقة لم تحصل في تاريخ لبنان، غير أن التفاف الشخصيات المسيحية حوله والتسابق على اطلاق التصريحات الداعمة له مرتبط بشكل مباشر باقتراب الاستحقاق الرئاسي الذي يجعل من القوى المسيحية الحليفة للحزب اضافة الى القوى التي تخاصمه مضطرة لمراعاة بكركي ومجاملتها بشكل أو بآخر. ومن هنا بدا الحديث عن اصطفاف “التيار الوطني الحر” و”تيار المردة” الى جانب بكركي مفهوماً وواضحاً ومبرراً.

وترى المصادر أن نأي “حزب الله” بنفسه عن هذا الملف والتزامه الصمت تاركاً القرار بيد القضاء المختص، سيجنّبه الاشتباك السياسي مع “الوطني الحر” تحديدا والذي بدأ بخوض معركة الدفاع عن المطران بشكل مفاجىء، اذ إن “الحزب” متمسك بالعلاقة المتينة مع “التيار” لا سيما في هذا التوقيت الحساس مع ارتفاع وتيرة التوتر الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة والذي قد ينفجر الى معركة او حرب مفتوحة بين الطرفين.