شكل حديث الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال مقابلته امس، بشأن موضوع حقل كاريش والكباش الحاصل والمرتبط بإستخراج اسرائيل للغاز، المادة الاهم في اللقاء بالرغم من تناوله قضايا اساسية داخلية مثل رئاسة الجمهورية وموقف الحزب من النظام وموضوع المطران موسى الحاج.
أعاد نصرالله شرح معادلاته المرتبطة بإستخراج اسرائيل الغاز من كاريش، لكنه انتقل الى مستوى اعلى بكثير في هذه المعادلة من دون القيام بضجيج اعلامي، ما يعطي الصراع معاني اخرى اكثر عمقا ويخرجه من معناه الحدودي المرتبط بالخلاف على الموارد وتقاسمها.
أعلن نصرالله بشكل لا يقبل الشك ان المعادلة لم تعد مرتبطة بكاريش، اي ان تهديد الحزب ليس له علاقة بإمكانية قيام اسرائيل بإستخراج النفط من حقول محاذية للحدود اللبنانية، فحتى لو توقف هذا الامر فإن الحزب لن يلتزم اي عملية تهدئة بل ان معادلته ستبقى سارية المفعول.
فسر غالبية المحللين تهديدات الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الاخيرة بإعتبارها مرتبطة بالاستخراج من كاريش، بمعنى ان الحزب قد يستهدف كل منصات الغاز الاسرائيلية في البحر في حال عدم الوصول الى تسوية واستمرار عملية الاستخراج من كاريش، لكن مقابلة الامس نقلت التهديد الى مستوى اخر.
المعادلة الجديدة تقوم على اخراج الكباش الحدودي من المعادلة، بمعنى انه في حال قررت اسرائيل ايقاف الاستخراج من كاريش خلال مرحلة المفاوضات مع لبنان، فإن الحزب لن يقبل، بل يريد بشكل واضح الوصول الى تسوية قبل بداية شهر ايلول تؤدي الى بدء عمليات تنقيب جدية من قبل الشركات العالمية في الحقول اللبنانية.
رسائل القوة التي مررها نصرالله خلال حديثه عن معادلات كاريش وما بعدها توحي بأن الحزب ذاهب بعيدا في التصعيد مع وجود هامش واسع من الايجابية لم يخفه الامين العام بل على العكس توقع الوصول الى تسوية وان “لبنان سيحصل على مطالبه كاملة” وهذا سيحصل من دون الحزب او معه.
من الواضح ان حزب الله خفف من حجم تصعيده الميداني خلال المرحلة الماضية لمعرفة حجم الايجابية التي ستصل اليها الاتصالات خصوصا مع العودة المتوقعة للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، لكنه ايضا قد لا يمرر شهر اب من دون رسائل ميدانية تفوق رسالة المسيّرات تصعيدا.