جرائم السرقات “أون لاين”.. والحذر واجب!

27 يوليو 2022
جرائم السرقات “أون لاين”.. والحذر واجب!


يكاد لا يمر يوم الا وتضج فيه اخبار عن سرقات تحصل في وضح النهار، فملامح الفوضى التي نعيشها في هذه المرحلة المفتوحة على مجهول الاحتمالات الأمنية والسياسية والاقتصادية الخطرة، تتمدد الى السرقات والجرائم المرتبطة بها، بما يجعل أمن المواطن في دائرة الاستهداف الممنهج، والذي يشي بما هو أخطر مع فقدان الإحساس بالأمان والاستقرار.  

 
والنماذج على ذلك كثيرة، إحداها قصة ترويها شابة تُدعى رولا، شبهت ما حصل معها قبل أسبوع بمطاردة في فيلم أجنبي، حيث قامت باللحاق بنشال على متن دراجة سرق محفظتها وهي تصعد الى سيارتها، فما كان منها الا أن لحقت به معولة على زحمة سير في الاشرفية قد تنقذها فتقترب منه او عنصر امني يتواجد فتطلب مساعدته، ولكنها حتما باءت بالفشل، فهو متمرس بما يقوم به، امّا هي فلا تملك سوى جرأة تسلحت بها لدقائق بعد خسارتها لحقيبتها بما فيها من مال واوراق ثبوتية وهاتف محمول.  
 
تتحدث رولا بانها ندمت على اللحاق بالشاب، “لاحقاً فكرت بما حصل وربما كان ليحدث ما هو أخطر من مجرد السرقة، فلو اقتربت منه ربما اطلق النار مثلا او ضربني بسكين، كنت سأخسر حياتي ايضاً”. حتما تقدمت بشكوى وتعلم ضمناً انّ اقصى ما يمكن ان تستعيده بعد فترة، هو هويتها بعدما يرميها الشاب في أي مكان فتصل اليها بطريقة ما. لسن فقط السيدات، فالكل معرض لأن يكون في دائرة استهداف السرقات اليومية التي تحصل في مختلف المناطق، فأحمد لم يظن ابدا ان تُسرق سيارته من امام منزله، “فالمنطقة منطقتنا، ونعرف بعضنا البعض، ولم أتوقع ان يتجرأ أي شخص لان يصل الى تحت المبنى ويسرق السيارة.. ولكن هكذا حصل”، يقول الشاب. 
 في الجنوب والبقاع  واحمد من بلدة كفرصير الجنوبية، يؤكد انّ رقعة السرقات توسعت مؤخراً في البلدة التي لم تكن تشهد على مثل هذه الحوادث في وقت سابق، مشيراً الى انّ أهالي المنطقة يعملون مؤخراً على تعزيز إجراءات حماية فردية امام منازلهم. فمنهم من يعمد الى تركيب كاميرات مراقبة او بوابات حديدية، “فهل من المعقول ان نتسلح عندما نكون في الشارع لنحمي أنفسنا، هل وصلنا الى هنا؟” يسأل احمد ولسانه حاله ككثيرين ممن لا يشعرون بأي أمان مؤخراً، حيث باتت حياة المواطنين رهينة للتفلت الأمني الحاصل في أكثر من منطقة. 
وكما في بيروت الجنوب، كذلك في البقاع، وربما الحال هناك ينحو الى الأسوأ لاعتبارات عدة لن نغرق في تفاصيلها ولكن عنوانها الأساس هو فوضى السلاح، فغالبا ًما تتم السرقات بواسطة التهديد بالسلاح. وسُجل في منطقة “مقنة” البقاعية قبل أسبوعين حادثة تعرض شاب لاطلاق نار في قدمه، من قبل مجهول تمكن من سرقة سيارته ايضاً. امّا اللافت فإن عائلة الشاب رفضت الادعاء بالاعتداء والسرقة “لشو بلا طعمة.. بلد فلتان”. 
 بالأرقام  مصدر في قوى الامن الداخلي يؤكد في حديث لـ”لبنان 24″ أنّ عدد الجرائم غير المبلغ عنها حتماً لا يستهان به وخصوصاً في المناطق التي “اعتادت الجريمة” على حد قوله. وتفيد ارقام قوى الامن انّ المعدل الشهري للجرائم لعامي 2021-2022، يشير الى ارتفاع أنواع السرقات الموصوفة أي المنازل والمحلات، وذلك من 495 عام 2021، إلى 554 عام 2022. امّا جرائم النشل فارتفعت من 35 الى 49 جريمة، والنشل بقوة السلاح من 44 جريمة إلى 45. واللافت ان سرقة السيارات انخفضت معدلاتها من 110 إلى 86. كما انخفضت جرائم القتل من 17 جريمة عام 2021 إلى 15 جريمة عام 2022. 
وكانت هيئة الأمم المتحدة للنساء نشرت في نيسان من العام 2022 تقريراً، تطرق الى وضع النساء في لبنان في ظل الفوضى المجتمعية الحاصلة مؤخراً، والتقرير عبارة عن دراسة تابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعنوان “ازدياد الاحتياجات الإنسانية في لبنان”.  
وبحسب الأرقام الصادرة في الدراسة فإنّ 60% من النساء والفتيات لا يشعرن بالأمان في الشارع، و% منهن ينتابهنّ الخوف في السوبرماركت. وبينت الدراسة انّ 25% منهن يشعرن بالقلق خلال تنقلهن في النقل العام، و5% منهنّ يشعرن بالخوف داخل منازلهنّ. 
 النساء في الريف  الى ذلك، اعتبرت الدراسة أنّ ربع الاسر اللبنانية تشعر بالخوف على سلامة وأمن بناتهن ونسائهن، وأكثر من ثلث الأسر قلقون على سلامة وأمن الفتيات خارج المنزل، من جرائم مثل الاغتصاب والعنف والخطف وغيرها. 
وفي فقرة خاصة، تتحدث الدراسة عن المخاوف والامن بالنسبة الى السيدات في المناطق الريفية، وبحسب الأرقام فانّ معدلات الخوف على النساء ارتفعت إلى 49% عند الأسر في عكار، و39% في الشمال، و 38% في بعلبك الهرمل، بحسب الدراسة. 
 الجرائم “اون لاين” واللافت مؤخراً هو انّ كثر ممن يتعرضون الى عمليات سرقة يقومون بعرض الحادثة على السوشيل ميديا، في حال توثقت بفيديو او صور، وتبدو هذه الطريقة جيدة في زيادة وعي المواطن وضرورة الحذر اكثر لتجنب الوقوع في فخ السارقين وتحديداً عمليات النشل التي تحصل في وضح النهار.. الى حين الانفراج الأمني المجتمعي”.