كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: ينطلق اليوم مشروع إعادة تأهيل معمل رشميا القائم على نهر الصفا، بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تحت اسم مشروع «إنارة» الذي سيؤمن في غضون ستة أشهر نحو 10 ميغاوات، وقد توقف عن العمل في العام 2019، ويعود بدء تشغيله للعام 1932، وكان يؤمن الكهرباء للمنطقة. لكن بسبب انجراف التربة تحطمت أنابيب المياه التي تشغّل التوربينات، وأعيد إصلاحها بطريقة مشوّهة وبقي معطلاً. عمل مشروع «إنارة» على وضع دراسات جدوى مالية واقتصادية وبيئية قبل البدء بإعادة التأهيل التي ستتم على مرحلتين. المرحلة الأولى تنتهي بغضون ستة أشهر وتؤمن 10 ميغاوات، والثانية تنتهي بعد نحو عام ونصف العام، ويصبح المعمل جاهزاً لإنتاج 13.5 ميغاوات، بكلفة تصل إلى نحو 4.5 ملايين دولار.تكمن أهمية هذه الخطوة بكونها تستهدف معمل انتاج يعمل على الماء، وهو القطاع الذي كان يفترض تعزيزه والاستثمار فيه لاعتبارات مالية، اقتصادية وبيئية. فهذه المعامل توفّر على الخزينة العامة شراء الفيول وبالتالي الدولارات الطازجة، كما أنّ مردودها الاقتصادي سريع مقارنة بمعامل الانتاج التي تعمل على الفيول وقادرة على تقديم ساعات انتاج أكثر مقارنة بالطاقات المتجددة الأخرى، كالطاقة الشمسية، كما أنّها تراعي الشروط البيئية بكون المياه هي أكثر الطاقات نظافة.وقد وقع الخيار على هذا المعمل بالذات لإعادة تأهيله، لكونه معلماً تاريخياً ولأهميته المجتمعية، اذ يغذي نحو 17 قرية في قضاءيّ الشوف وعاليه ليستفيد منه حوالى 23 ألف مواطن بطريقة مباشرة (8 ساعات تغذية) ويُجيّر فائض الانتاج لمصلحة الشبكة العامة لتُفيد أكثر من 100 ألف لبناني، ولكونه يساعد سكان هذه القرى على الصمود والبقاء في بلداتهم ويدعم الصناعات الصغيرة ويؤمّن المياه للزراعات المحلية. وفي مقارنة اقتصادية – مالية بين معمل رشميا والمعامل العاملة على الفيول، يتبيّن مثلاً أنّ معمل رشميا (قدرته الانتاجية 13.4 ميغاوات)، تبلغ كلفة انتاجه 3.66 سنتات لكل كيلوات بينما تبلغ كلفة انتاج كل كيلوات منتج من معامل الفيول أكثر من 45 سنتاً، ما يعني أنّ كلفة الانتاج السنوي في معمل رشميا 2 مليون دولار بينما تبلغ كلفة الانتاج السنوي المماثلة في معامل الفيول 25.2 مليون دولار. وبالتالي سيساهم معمل رشميا وحده في توفير 23.2 مليون دولار.من هنا، تكمن أهمية الاستثمار في قطاع المعامل المائية التي تستطيع تأمين 250 ميغاوات في ما لو جرى إعادة تأهيلها، خصوصاً وأنّ معظمها يعاني من الترهّل أو التخريب. كما يمكنها مضاعفة انتاجها أكثر لو يتمّ تعزيز قدراتها بشكل يخفف الحاجة إلى المعامل العاملة على الفيول التي تكبّد الخزينة العامة ملايين الدولارات، لم تعد أصلاً موجودة.