هل يكون عون آخر الرؤساء الأقطاب؟

29 يوليو 2022
هل يكون عون آخر الرؤساء الأقطاب؟


كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: لم يكشف أحد عن نياته الحقيقية في ملف الرئاسة حتى اليوم، لا بين الحلفاء ولا الحلفاء- الأعداء، لا داخل 8 آذار ولا داخل 14 آذار ولا في فئة المصنَّفين مستقلين أو تغييريين. والجميع ينتظر تبلور المعطيات قبل حسم الموقف.
 
لكنّ المؤكد هو أن قوى 8 آذار تستطيع إيصال مرشحها، عندما تتوافق عليه، فيما خصومها عاجزون عن ذلك لحسابات كثيرة، وقد يستعيضون عن ذلك بفتح الباب لشخصيات وسطية أو توافقية في موقع الرئاسة. لكن التجربة ترجّح أنهم لن يتوافقوا على اسم واحد، علماً أن هناك العديد من الأسماء التي يمكن أن تشكل تقاطعاً بين المتنازعين في 8 و14 والآخرين.
 
ولكن، حتى اليوم، ليس هناك ما يُجبر قوى 8 آذار على إجراء تسوية في هذا الملف، وخفض السقف من الإصرار على رئيس من داخل الفريق إلى القبول برئيس وسطي. وثمة من يقول داخل هذا الفريق إن تجربته مع الرئيس سليمان تؤكد مخاوفه. فهو بدأ عهده «توافقياً» وأنهاه بالمواجهة مع 8 آذار.
 
منطقياً، لن يكون فريق 8 آذار مستعداً لملاقاة خصومه إلى نقطة وسطية ما لم يكن ذلك ضمن تسوية يحصل فيها على الضمانات ويتقاضى الأثمان. ولأن هذه التسوية ليست مضمونة حتى الآن، فمن البديهي أن يتمسّك بموقفه ويصرّ على رئيس من صلب تحالفاته وخطه السياسي.
 
عند هذه النقطة سيقف ملف الانتخابات الرئاسية أمام احتمال التعثّر والتأخير. فإما أن يتمكن فريق 8 آذار من تكرار تجربة 2016 وتثبيت الرئيس الذي يمثّله مباشرةً، وإما أن يوافق على تسوية أو «ميني تسوية» داخلية تحظى بالتوافق الإقليمي والدولي.وفي هذه الحال، ستكون فكرة الرئيس – القطب في طائفته قد ابتعدت مجدداً. وهذه المرّة، ربما يحدث ذلك بموافقة مسيحية، روحية وسياسية، علنية أو ضمنية. وقد يتكرّس اعتماد الرئيس «التوافقي» لـ6 سنوات وتكرّ السبحة كما بعد الطائف من 1990 إلى 2014، أي ربع قرن تقريباً، بحيث يصبح ممكناً طرح السؤال: هل يكون عون آخر الرؤساء الأقطاب للجمهورية اللبنانية؟